الأربعاء، مايو 11، 2011

عن مجلة العرب القطرية "مختارات في الآراء والقضايا



ثقتكم بأنفسكم.. طريقكم إلى المجد!
611

سلطان بن عبدالرحمن العثيم

2011-02-27
¶ الثقة في النفس كنز فريد وخير مديد وقوة جبارة تفتح كل مستعصٍ وتعبر كل صعب عسير ولا تعترف بالمستحيل!!
¶ وقودٌ للإنسان في حياته ورصيده الذهبي بعد مماته شريطة استخدامها في ميادين الحق والصلاح وليس في معاقل الشر والباطل!!
¶ سمة العظماء واللامع من الأسماء من بداية التاريخ حتى زوال العالم وانتهاء البشرية والعالم

لست أرى إلا أن التزود بها ضرورة للحياة وضمان للسعادة والنجاح والرقي والفلاح.

فالواثق بنفسه واثق بربه وكرمه وعطائه وسعته ورحمته ونصره وتأييده عز وجل، ومن هنا تأتي القوة الفولاذية التي تفتت الصخور، وتعبر البحور، وتضيء بها السماء وهجا ونورا.
ولست أرى لهذه الثقة معززا ورافدا إلا قوة الإيمان، وحسن التربية، واستقلال الشخصية، وقلة حساسيتها مما حولها من عوامل سلبية، وصلابتها وثباتها رغم الزوابع والتحديات التي تمر على الجميع.
فالإيمان يزرع الدفء والطمأنينة والسكون والرضا، وحسن التربية يقوّم السلوك ويضبط الانفعالات ويزرع الخير في النفوس ويضمن عدم انزلاقها في مهاوي الردى.
والشخصية الحساسة تمكّن الآخرين من اختراق صاحبها والتلاعب به ذات اليمين وذات الشمال، وعلى الجانب الآخر تجد الواثق يأخذ من النقد ما هو بناء ومزهر ويرمي ما هو مفلس ومقفر. فهو لا يغني ولا يسمن من الجوع، خرج من أنفس مريضة وأرواح مظلمة بغية النيل والإساءة، وليس للإصلاح والاستفادة.
بعث القائد الإسلامي البطل خالد بن الوليد رسالة إلى كسرى حاكم بلاد فارس قبل أن يفتحها بنصر مؤزر وفتح مظفر، رغم فارق الإمكانيات الكبير في العدد والعتاد بين المسلمين وجيش الفرس، إلا أن الثقة بالله ثم بالنفس كانت مفتاح النصر والتمكين، حيث قال رضي الله عنه في رسالته الخالدة:
(بسم الله الرحمن الرحيم
من خالد بن الوليد إلى مرازبة فارس
سلام على من اتبع الهدى
أما بعد فالحمد لله الذي فض خدمكم، وسلب ملككم، ووهّن كيدكم، من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا، وأكل ذبيحتنا فذلكم المسلم، له ما لنا وعليه ما علينا، إذا جاءكم كتابي فابعثوا إلي بالرّهُن واعتقدوا مني الذمة، وإلا فو الذي لا إله غيره لأبعثن إليكم قوما يحبون الموت كما تحبون الحياة).
فوقعت الهزيمة النفسية قبل الهزيمة العسكرية هنا، وكان النصر والتمكين لجيش خالد بن الوليد.
حروف تكتب بماء الذهب تخبر عن أن البطولة والمجد والعزة لا تذعن لخائر الهمة ضعيف العزم قليل الحيلة..
وهذه الثقة وما تفرزه من طاقة نووية بشرية لها ما يعززها ويبنيها في النفس البشرية من نعومة أظفارنا، فالطفل أياً كان جنسه إذا تربى في بيت يكسوه الإيمان ويعمره الإحسان مغلف بالأخلاق والقيم وحسن التربية والمعشر وطيب الذكر والمخبر..
فيه الحوار شعار، والابتسامة دستور، والحنو منهج، والتحفيز عنوان، فقد نال وسام التخرج من أعظم جامعة في العالم، وهي البيت، وأصبح قوياً مهيبا لا يخاف المصاعب ولا يخشى المثالب، ذو عقيدة وعزم، صاحب قرار وحسم سريع التنفيذ، دقيق الإدارة، واسع الأفق، سباق إلى المعالي.
وتشترك المدرسة والمساجد والأندية في تشكيل العقول ورسم خريطة الإبداع لأبنائنا وبناتنا من خلال التحفيز والتشجيع، وحسن العشرة والمعاملة، والابتعاد عن المبالغة في اللوم والتحطيم وتكسير المجاديف، والعنف، والتنفير، والقهر، والاستبداد، التي يستمتع بها بعض المتطفلين على مهنة التربية والتعليم، أو بعض الآباء والأمهات لغياب الوعي والإدراك!!
فأبناؤكم هم نتاج تربتكم، فلا تلوموا الزمن أو الظروف على ما قدموا، ولوموا طريقة حياتكم وأسلوب تربيتكم القاسي، وحللوا تصرفاتكم بكل شفافية وتجرد، وأعيدوا النظر فيما يقتل من مواهب وإبداعات وطاقات داخل البيوت والمدارس ودور التربية والتعليم بكل أسف!! بسبب الجهل والعنجهية والتخلف والرجعية والقسوة. وأغلقوا من الآن قواميس السباب والشتام والتحطيم والوعيد الشديد بالويل والثبور وعظائم الأمور، وافتحوا زهوراً تفوح منها روائع التشجيع والدعم والمؤازرة حتى لو بدر الخطأ أو بانَ التقصير، فالنفس تطرب للسان الرطب الندي والوجه البشوش المبشر بالخيرات والناهي عن المنكرات، وتنفر من وجوه جانَبَها الشروق والحسن، وألسنٍ كالسكاكين لا تعرف إلا السباب والتجريح والتسلط والبغي والتهكم على الآخرين!!
جاء شاب إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في المسجد ذات يوم بعد الصلاة وقال له والندم يسطع من وجهه: يا رسول الله لقد اختليت بامرأة في بستان من بساتين المدينة وأتيت منها ما يأتي الرجل من المرأة إلا أنني لم أزنِ بها!!
فقال له عليه الصلاة والصلاة وهو فرح بتوبته متفاءل بثباته: أصليت معنا؟؟
قال: نعم..
فقال عليه الصلاة والسلام: اذهب فقد غفر الله لك!!
ختمها عليه الصلاة والسلام برقي أخاذ وحكمة بالغة، عندما قرأ الندم على وجه الشاب وإقباله على الله من خلال الصلاة، والارتباط بحبل العفو الغفور، فلم يُطِل -عليه الصلاة والسلام- السؤال والمحاورة أو يزِد من اللوم والتوبيخ، إنما عالج الموقف بكل حكمة وروية، وزرع الثقة من جديد في نفس الشاب لكي يعيده إلى ميدان الحياة من جديد بكل قوة وثبات، ووضع فيه طاقة إيجابية تكفيه حتى الممات.
والتربية في النهاية ليست إلا فناً وذوقا وإبداعا فمن لم يحسن ولن يحسن فليتقِ ملك الملوك في أبناء وبنات المسلمين، ويحسن لهم في القول والعمل..
ولا تنسوا أن ثقتكم في أنفسكم هي كنزكم الثمين، فلا تسمحوا لأحد أن يسلب هذا الكنز منكم، سواء بكلمة ضل بها صاحبها، أو تصرف خارج عن المألوف، فكونوا كالجبال الشامخات قوة وعطاء، وكالنهر السلسبيل تواضعاً ورحمة، وكونوا عصيين على الصعاب، مؤمنين بالله، واثقي الخطوة إلى الخيرات، فالمؤمن القوي أحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كلٍ خير.

* «تأصيل»


روى مسلم عن أبي هريرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍ خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإذا أصابك شيء، فلا تقل: لو أني فعلت كذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان».


* محبرة الحكيم


بناء الثقة هو جزء من بناء الإنسان القوي والفعال والإيجابي، وعندما لا تكون هناك ثقة فلن يكون هناك إنسان ناجح قادر على بناء الأرض وإعمار الوطن والأمة.


* مدرب ومستشار معتمد في التنمية البشرية وتطوير الذات CCT

وعضو الجمعية الأميركية للتدريب والتطوير   عن مجلة العرب القطرية


المصدر: http://elmaramtoday.blogspot.com/2013/05/blog-post_3.html#ixzz2xbd8KFKt المصدر: www.elmaramtoday.blogspot.com/2013/05/blog-post_3.html#ixzz2xbd8KFKt

ثقتكم بأنفسكم.. طريقكم إلى المجد!
611

سلطان بن عبدالرحمن العثيم

2011-02-27
¶ الثقة في النفس كنز فريد وخير مديد وقوة جبارة تفتح كل مستعصٍ وتعبر كل صعب عسير ولا تعترف بالمستحيل!!
¶ وقودٌ للإنسان في حياته ورصيده الذهبي بعد مماته شريطة استخدامها في ميادين الحق والصلاح وليس في معاقل الشر والباطل!!
¶ سمة العظماء واللامع من الأسماء من بداية التاريخ حتى زوال العالم وانتهاء البشرية والعالم

لست أرى إلا أن التزود بها ضرورة للحياة وضمان للسعادة والنجاح والرقي والفلاح.

فالواثق بنفسه واثق بربه وكرمه وعطائه وسعته ورحمته ونصره وتأييده عز وجل، ومن هنا تأتي القوة الفولاذية التي تفتت الصخور، وتعبر البحور، وتضيء بها السماء وهجا ونورا.
ولست أرى لهذه الثقة معززا ورافدا إلا قوة الإيمان، وحسن التربية، واستقلال الشخصية، وقلة حساسيتها مما حولها من عوامل سلبية، وصلابتها وثباتها رغم الزوابع والتحديات التي تمر على الجميع.
فالإيمان يزرع الدفء والطمأنينة والسكون والرضا، وحسن التربية يقوّم السلوك ويضبط الانفعالات ويزرع الخير في النفوس ويضمن عدم انزلاقها في مهاوي الردى.
والشخصية الحساسة تمكّن الآخرين من اختراق صاحبها والتلاعب به ذات اليمين وذات الشمال، وعلى الجانب الآخر تجد الواثق يأخذ من النقد ما هو بناء ومزهر ويرمي ما هو مفلس ومقفر. فهو لا يغني ولا يسمن من الجوع، خرج من أنفس مريضة وأرواح مظلمة بغية النيل والإساءة، وليس للإصلاح والاستفادة.
بعث القائد الإسلامي البطل خالد بن الوليد رسالة إلى كسرى حاكم بلاد فارس قبل أن يفتحها بنصر مؤزر وفتح مظفر، رغم فارق الإمكانيات الكبير في العدد والعتاد بين المسلمين وجيش الفرس، إلا أن الثقة بالله ثم بالنفس كانت مفتاح النصر والتمكين، حيث قال رضي الله عنه في رسالته الخالدة:
(بسم الله الرحمن الرحيم
من خالد بن الوليد إلى مرازبة فارس
سلام على من اتبع الهدى
أما بعد فالحمد لله الذي فض خدمكم، وسلب ملككم، ووهّن كيدكم، من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا، وأكل ذبيحتنا فذلكم المسلم، له ما لنا وعليه ما علينا، إذا جاءكم كتابي فابعثوا إلي بالرّهُن واعتقدوا مني الذمة، وإلا فو الذي لا إله غيره لأبعثن إليكم قوما يحبون الموت كما تحبون الحياة).
فوقعت الهزيمة النفسية قبل الهزيمة العسكرية هنا، وكان النصر والتمكين لجيش خالد بن الوليد.
حروف تكتب بماء الذهب تخبر عن أن البطولة والمجد والعزة لا تذعن لخائر الهمة ضعيف العزم قليل الحيلة..
وهذه الثقة وما تفرزه من طاقة نووية بشرية لها ما يعززها ويبنيها في النفس البشرية من نعومة أظفارنا، فالطفل أياً كان جنسه إذا تربى في بيت يكسوه الإيمان ويعمره الإحسان مغلف بالأخلاق والقيم وحسن التربية والمعشر وطيب الذكر والمخبر..
فيه الحوار شعار، والابتسامة دستور، والحنو منهج، والتحفيز عنوان، فقد نال وسام التخرج من أعظم جامعة في العالم، وهي البيت، وأصبح قوياً مهيبا لا يخاف المصاعب ولا يخشى المثالب، ذو عقيدة وعزم، صاحب قرار وحسم سريع التنفيذ، دقيق الإدارة، واسع الأفق، سباق إلى المعالي.
وتشترك المدرسة والمساجد والأندية في تشكيل العقول ورسم خريطة الإبداع لأبنائنا وبناتنا من خلال التحفيز والتشجيع، وحسن العشرة والمعاملة، والابتعاد عن المبالغة في اللوم والتحطيم وتكسير المجاديف، والعنف، والتنفير، والقهر، والاستبداد، التي يستمتع بها بعض المتطفلين على مهنة التربية والتعليم، أو بعض الآباء والأمهات لغياب الوعي والإدراك!!
فأبناؤكم هم نتاج تربتكم، فلا تلوموا الزمن أو الظروف على ما قدموا، ولوموا طريقة حياتكم وأسلوب تربيتكم القاسي، وحللوا تصرفاتكم بكل شفافية وتجرد، وأعيدوا النظر فيما يقتل من مواهب وإبداعات وطاقات داخل البيوت والمدارس ودور التربية والتعليم بكل أسف!! بسبب الجهل والعنجهية والتخلف والرجعية والقسوة. وأغلقوا من الآن قواميس السباب والشتام والتحطيم والوعيد الشديد بالويل والثبور وعظائم الأمور، وافتحوا زهوراً تفوح منها روائع التشجيع والدعم والمؤازرة حتى لو بدر الخطأ أو بانَ التقصير، فالنفس تطرب للسان الرطب الندي والوجه البشوش المبشر بالخيرات والناهي عن المنكرات، وتنفر من وجوه جانَبَها الشروق والحسن، وألسنٍ كالسكاكين لا تعرف إلا السباب والتجريح والتسلط والبغي والتهكم على الآخرين!!
جاء شاب إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في المسجد ذات يوم بعد الصلاة وقال له والندم يسطع من وجهه: يا رسول الله لقد اختليت بامرأة في بستان من بساتين المدينة وأتيت منها ما يأتي الرجل من المرأة إلا أنني لم أزنِ بها!!
فقال له عليه الصلاة والصلاة وهو فرح بتوبته متفاءل بثباته: أصليت معنا؟؟
قال: نعم..
فقال عليه الصلاة والسلام: اذهب فقد غفر الله لك!!
ختمها عليه الصلاة والسلام برقي أخاذ وحكمة بالغة، عندما قرأ الندم على وجه الشاب وإقباله على الله من خلال الصلاة، والارتباط بحبل العفو الغفور، فلم يُطِل -عليه الصلاة والسلام- السؤال والمحاورة أو يزِد من اللوم والتوبيخ، إنما عالج الموقف بكل حكمة وروية، وزرع الثقة من جديد في نفس الشاب لكي يعيده إلى ميدان الحياة من جديد بكل قوة وثبات، ووضع فيه طاقة إيجابية تكفيه حتى الممات.
والتربية في النهاية ليست إلا فناً وذوقا وإبداعا فمن لم يحسن ولن يحسن فليتقِ ملك الملوك في أبناء وبنات المسلمين، ويحسن لهم في القول والعمل..
ولا تنسوا أن ثقتكم في أنفسكم هي كنزكم الثمين، فلا تسمحوا لأحد أن يسلب هذا الكنز منكم، سواء بكلمة ضل بها صاحبها، أو تصرف خارج عن المألوف، فكونوا كالجبال الشامخات قوة وعطاء، وكالنهر السلسبيل تواضعاً ورحمة، وكونوا عصيين على الصعاب، مؤمنين بالله، واثقي الخطوة إلى الخيرات، فالمؤمن القوي أحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كلٍ خير.

* «تأصيل»


روى مسلم عن أبي هريرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍ خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإذا أصابك شيء، فلا تقل: لو أني فعلت كذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان».


* محبرة الحكيم


بناء الثقة هو جزء من بناء الإنسان القوي والفعال والإيجابي، وعندما لا تكون هناك ثقة فلن يكون هناك إنسان ناجح قادر على بناء الأرض وإعمار الوطن والأمة.


* مدرب ومستشار معتمد في التنمية البشرية وتطوير الذات CCT

وعضو الجمعية الأميركية للتدريب والتطوير   عن مجلة العرب القطرية




ضع تعليقك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق