السبت، يوليو 09، 2011

علاقة الصورة والثقافة البصرية

علاقة الصورة والثقافة البصرية

الصورة بوصفها قيمة ثقافية تقع في مرحلة تالية بعد الشفاهية والتدوين والكتابية باعتبارها تمثل مع هذه المراحل الصيغ التعبيرية في الثقافة البشرية، ومن نتيجة تجلي الصورة بوصفها علامة ثقافية، ومصدر استقبال وتأويل، ودخول فئات بشرية عريضة إلى عالم الاستقبال الثقافي، وهي تلك الفئات التي كانت مهمشة في السابق، لذا يجزم د.عبدالله الغذامي قائلا: "جاءت الصورة لتكسر ذلك الحاجز الثقافي والتمييز الطبقي بين الفئات، فوسعت من دوائر الاستقبال وشمل ذلك كل البشر فتوسعت القاعدة الشعبية للثقافة وهذا دور خطير تحقق مع الصورة." (كتاب ثقافة الصورة).

ويرى أن هذا الدور تتمثل أيضاً في (زعزعة مفهوم النخبة) بحيث "صار الجميع سواسية في التعرف على العالم واكتساب معارف جديدة، والتواصل مع الوقائع والثقافات. بمعنى أنها فقدت دورها في القيادة والوصاية وتلاشت تبعاً لذلك رمزيتها التي كانت تملكها من قبل، ولم تعد الثقافة تقدم رموزاً فريدة لا في السياسة ولا في الاجتماع ولا في الفن والفكر وتلاشت الرمزية وحلت محلها (النجومية )".

تلعب الصورة بوصفها نصاً متحركاً، قابلاً للتصديق باعتبار أن الخبر المصور يحول المشاهد إلى شاهد عيان، نظرا لتدخل عناصر اضافية هامة (الاخراج والمونتاج) في العمل, حيث أثبتت بعض الدراسات أن جمهور المشاهدين لم يعد يصدق الصور، ولم يعد يأخذها كما هي، وإنما يتراوح بين تكذيب ساخر إلى تصديق أعمى.

وهناك صور تعد تاريخية لا تنسى, منها مثلاً صور الصعود إلى القمر التي تعرض (نيل آرمسترونج) وهو يخطو خطواته الأولى على سطح القمر، وصور حرب الخليج 1991، وغيرها. إن الصورة المبثوثة لتهشم البرجين عملت فعلاً على تهشيم قوانين التأويل في الثقافة البشرية، ويبرز الغذامي خمسة أسس تمثل ما يدعوه ب(نحو الصورة) وهي: إلغاء السياق الذهني للحدث، السرعة اللحظوية، التلوين التقنني، تفعيل النجومية وتحويل الحدث إلى نجومية ملونة، القابلية السريعة للنسيان أو إلغاء الذاكرة.

اجمالا يمكن القول أننا بفعل الثورة التكنولوجية نعيش عصر الصورة, ويعتبر التصوير الرقمى مميزا لحقبة ما بعد الحداثة, حتى قال "بودريان" أن العالم مجرد صورة نقلا عن صورة, نقلا عن صورة, وأصبحنا فى عالم تهيمن عليه الصورة والواقع فى خلفيتها, لم تعد هناك صورة وأصل, بل صور ذات أصول متعددة. انه اذن عالم أزرار الكترونية تجعل المرء يشعر ويحس باحساسات واقعية وهى ليست كذلك.

لقد أصبح التليفزيون أكثر أشكال الترفيه تأثيرا, حتى لعب دورا فى الحروب, وهناك ما سمى بالحروب التليفزيونية.. وهو ما جعل المفكر "بودريار" يقول: "ان الحرب لم تحدث فى الخليج", وهو يعنى أن الصور التى شاهدها الناس, ليست هى الصور الحقيقية للحرب فى الخليج! فضلا عن حالة الشعور بالظلم التى شعرت بها بعض الشعوب بسبب صور التليقزيون التى تنقل صور الحياة عند شعوب أخرى.

نظرا لهيمنة الصورة الافتراضية, انتهت بعض الدراسات الى اكتشاف مرض الادمان, وكمثل ادمان المخدرات والمسكرات مضرا, كذلك ادمان مشاهدة التليفزيون.. أو العاب الفيديو وغيرها, وان بدت مختلفة فى العديد من الجوانب.

ويمكن الاشارة الى بعض الملامح الناتجة عن التطورات التكنولوجية فى عصر الصورة:

التخوف من أن تحل الآلة محل العامل (حيث التكنولوجيا المتقدمة) – المعلومات أصبحت سلعة مباحة – انخفاض فى تكلفة خدمة المعلومات – حرية التداول وتهميش الاحتكار – التركيز على الترفيه – يقول "بليك" أن مقولة "مكلوهان" بوجود القرية العالمية (فى الستينيات) لم يعد لها وجود منذ التسعينيات, حيث تحول العلم الى مجموعة بنايات بها شقق وبها أناس كثر لا علاقة بينهم ...


بقلم: السيد نجم

المصدر: http://elmaramtoday.blogspot.com/2013/05/blog-post_3.html#ixzz2xbd8KFKt المصدر: www.elmaramtoday.blogspot.com/2013/05/blog-post_3.html#ixzz2xbd8KFKt
علاقة الصورة والثقافة البصرية

الصورة بوصفها قيمة ثقافية تقع في مرحلة تالية بعد الشفاهية والتدوين والكتابية باعتبارها تمثل مع هذه المراحل الصيغ التعبيرية في الثقافة البشرية، ومن نتيجة تجلي الصورة بوصفها علامة ثقافية، ومصدر استقبال وتأويل، ودخول فئات بشرية عريضة إلى عالم الاستقبال الثقافي، وهي تلك الفئات التي كانت مهمشة في السابق، لذا يجزم د.عبدالله الغذامي قائلا: "جاءت الصورة لتكسر ذلك الحاجز الثقافي والتمييز الطبقي بين الفئات، فوسعت من دوائر الاستقبال وشمل ذلك كل البشر فتوسعت القاعدة الشعبية للثقافة وهذا دور خطير تحقق مع الصورة." (كتاب ثقافة الصورة).

ويرى أن هذا الدور تتمثل أيضاً في (زعزعة مفهوم النخبة) بحيث "صار الجميع سواسية في التعرف على العالم واكتساب معارف جديدة، والتواصل مع الوقائع والثقافات. بمعنى أنها فقدت دورها في القيادة والوصاية وتلاشت تبعاً لذلك رمزيتها التي كانت تملكها من قبل، ولم تعد الثقافة تقدم رموزاً فريدة لا في السياسة ولا في الاجتماع ولا في الفن والفكر وتلاشت الرمزية وحلت محلها (النجومية )".

تلعب الصورة بوصفها نصاً متحركاً، قابلاً للتصديق باعتبار أن الخبر المصور يحول المشاهد إلى شاهد عيان، نظرا لتدخل عناصر اضافية هامة (الاخراج والمونتاج) في العمل, حيث أثبتت بعض الدراسات أن جمهور المشاهدين لم يعد يصدق الصور، ولم يعد يأخذها كما هي، وإنما يتراوح بين تكذيب ساخر إلى تصديق أعمى.

وهناك صور تعد تاريخية لا تنسى, منها مثلاً صور الصعود إلى القمر التي تعرض (نيل آرمسترونج) وهو يخطو خطواته الأولى على سطح القمر، وصور حرب الخليج 1991، وغيرها. إن الصورة المبثوثة لتهشم البرجين عملت فعلاً على تهشيم قوانين التأويل في الثقافة البشرية، ويبرز الغذامي خمسة أسس تمثل ما يدعوه ب(نحو الصورة) وهي: إلغاء السياق الذهني للحدث، السرعة اللحظوية، التلوين التقنني، تفعيل النجومية وتحويل الحدث إلى نجومية ملونة، القابلية السريعة للنسيان أو إلغاء الذاكرة.

اجمالا يمكن القول أننا بفعل الثورة التكنولوجية نعيش عصر الصورة, ويعتبر التصوير الرقمى مميزا لحقبة ما بعد الحداثة, حتى قال "بودريان" أن العالم مجرد صورة نقلا عن صورة, نقلا عن صورة, وأصبحنا فى عالم تهيمن عليه الصورة والواقع فى خلفيتها, لم تعد هناك صورة وأصل, بل صور ذات أصول متعددة. انه اذن عالم أزرار الكترونية تجعل المرء يشعر ويحس باحساسات واقعية وهى ليست كذلك.

لقد أصبح التليفزيون أكثر أشكال الترفيه تأثيرا, حتى لعب دورا فى الحروب, وهناك ما سمى بالحروب التليفزيونية.. وهو ما جعل المفكر "بودريار" يقول: "ان الحرب لم تحدث فى الخليج", وهو يعنى أن الصور التى شاهدها الناس, ليست هى الصور الحقيقية للحرب فى الخليج! فضلا عن حالة الشعور بالظلم التى شعرت بها بعض الشعوب بسبب صور التليقزيون التى تنقل صور الحياة عند شعوب أخرى.

نظرا لهيمنة الصورة الافتراضية, انتهت بعض الدراسات الى اكتشاف مرض الادمان, وكمثل ادمان المخدرات والمسكرات مضرا, كذلك ادمان مشاهدة التليفزيون.. أو العاب الفيديو وغيرها, وان بدت مختلفة فى العديد من الجوانب.

ويمكن الاشارة الى بعض الملامح الناتجة عن التطورات التكنولوجية فى عصر الصورة:

التخوف من أن تحل الآلة محل العامل (حيث التكنولوجيا المتقدمة) – المعلومات أصبحت سلعة مباحة – انخفاض فى تكلفة خدمة المعلومات – حرية التداول وتهميش الاحتكار – التركيز على الترفيه – يقول "بليك" أن مقولة "مكلوهان" بوجود القرية العالمية (فى الستينيات) لم يعد لها وجود منذ التسعينيات, حيث تحول العلم الى مجموعة بنايات بها شقق وبها أناس كثر لا علاقة بينهم ...


بقلم: السيد نجم

إقرأ المزيد... Résuméabuiyad

سلبيات الصورة

سلبيات الصورة

ربما للصورة أهميتها التربوية والتعليمية, وكذا فى عالم الاتصال وفنون سمعية بصرية, ومع ذلك فالسلبيات عديدة ولافته:

.. هيمنة ثقافة المظهر والشكل والابهار والاستعراض على حساب ثقافة الجوهر والمضمون والقيمة والعمق. حيث تتحول الصورة الى واقع بدلا عن أن تعكس الواقع.

.. هيمنة الصورة فى صورتها السلبية, يعد معاكس للابداع, وما أحوجنا اليه فى حياتنا اليومية.. وذلك نظرا لهيمنة ثقافة الكثرة والنقل والمحاكاة عن غيرنا.

.. هيمنة ثقافة صناعة النجوم, وما يستتبعها من أساليب غير أخلاقية.

.. ما يعرف بجرائم الصورة (جرائم الانترنت) وهى تقوم على الخداع واستخدام الصور المزيفة أو حتى الحقيقية لوقوع الضحية.

وقد نخلص الى أن "ثقافة الصورة" التى تقوم فى جوهرها على الجديد والخيال وتنشيط الابداع, تحولت الى تخوف من هيمنة ثقافة التكرار واللا ابداع !!


بقلم: السيد نجم

المصدر: http://elmaramtoday.blogspot.com/2013/05/blog-post_3.html#ixzz2xbd8KFKt المصدر: www.elmaramtoday.blogspot.com/2013/05/blog-post_3.html#ixzz2xbd8KFKt
سلبيات الصورة

ربما للصورة أهميتها التربوية والتعليمية, وكذا فى عالم الاتصال وفنون سمعية بصرية, ومع ذلك فالسلبيات عديدة ولافته:

.. هيمنة ثقافة المظهر والشكل والابهار والاستعراض على حساب ثقافة الجوهر والمضمون والقيمة والعمق. حيث تتحول الصورة الى واقع بدلا عن أن تعكس الواقع.

.. هيمنة الصورة فى صورتها السلبية, يعد معاكس للابداع, وما أحوجنا اليه فى حياتنا اليومية.. وذلك نظرا لهيمنة ثقافة الكثرة والنقل والمحاكاة عن غيرنا.

.. هيمنة ثقافة صناعة النجوم, وما يستتبعها من أساليب غير أخلاقية.

.. ما يعرف بجرائم الصورة (جرائم الانترنت) وهى تقوم على الخداع واستخدام الصور المزيفة أو حتى الحقيقية لوقوع الضحية.

وقد نخلص الى أن "ثقافة الصورة" التى تقوم فى جوهرها على الجديد والخيال وتنشيط الابداع, تحولت الى تخوف من هيمنة ثقافة التكرار واللا ابداع !!


بقلم: السيد نجم

إقرأ المزيد... Résuméabuiyad

علاقة الصورة والثقافة البصرية

علاقة الصورة والثقافة البصرية

الصورة بوصفها قيمة ثقافية تقع في مرحلة تالية بعد الشفاهية والتدوين والكتابية باعتبارها تمثل مع هذه المراحل الصيغ التعبيرية في الثقافة البشرية، ومن نتيجة تجلي الصورة بوصفها علامة ثقافية، ومصدر استقبال وتأويل، ودخول فئات بشرية عريضة إلى عالم الاستقبال الثقافي، وهي تلك الفئات التي كانت مهمشة في السابق، لذا يجزم د.عبدالله الغذامي قائلا: "جاءت الصورة لتكسر ذلك الحاجز الثقافي والتمييز الطبقي بين الفئات، فوسعت من دوائر الاستقبال وشمل ذلك كل البشر فتوسعت القاعدة الشعبية للثقافة وهذا دور خطير تحقق مع الصورة." (كتاب ثقافة الصورة).

ويرى أن هذا الدور تتمثل أيضاً في (زعزعة مفهوم النخبة) بحيث "صار الجميع سواسية في التعرف على العالم واكتساب معارف جديدة، والتواصل مع الوقائع والثقافات. بمعنى أنها فقدت دورها في القيادة والوصاية وتلاشت تبعاً لذلك رمزيتها التي كانت تملكها من قبل، ولم تعد الثقافة تقدم رموزاً فريدة لا في السياسة ولا في الاجتماع ولا في الفن والفكر وتلاشت الرمزية وحلت محلها (النجومية )".

تلعب الصورة بوصفها نصاً متحركاً، قابلاً للتصديق باعتبار أن الخبر المصور يحول المشاهد إلى شاهد عيان، نظرا لتدخل عناصر اضافية هامة (الاخراج والمونتاج) في العمل, حيث أثبتت بعض الدراسات أن جمهور المشاهدين لم يعد يصدق الصور، ولم يعد يأخذها كما هي، وإنما يتراوح بين تكذيب ساخر إلى تصديق أعمى.

وهناك صور تعد تاريخية لا تنسى, منها مثلاً صور الصعود إلى القمر التي تعرض (نيل آرمسترونج) وهو يخطو خطواته الأولى على سطح القمر، وصور حرب الخليج 1991، وغيرها. إن الصورة المبثوثة لتهشم البرجين عملت فعلاً على تهشيم قوانين التأويل في الثقافة البشرية، ويبرز الغذامي خمسة أسس تمثل ما يدعوه ب(نحو الصورة) وهي: إلغاء السياق الذهني للحدث، السرعة اللحظوية، التلوين التقنني، تفعيل النجومية وتحويل الحدث إلى نجومية ملونة، القابلية السريعة للنسيان أو إلغاء الذاكرة.

اجمالا يمكن القول أننا بفعل الثورة التكنولوجية نعيش عصر الصورة, ويعتبر التصوير الرقمى مميزا لحقبة ما بعد الحداثة, حتى قال "بودريان" أن العالم مجرد صورة نقلا عن صورة, نقلا عن صورة, وأصبحنا فى عالم تهيمن عليه الصورة والواقع فى خلفيتها, لم تعد هناك صورة وأصل, بل صور ذات أصول متعددة. انه اذن عالم أزرار الكترونية تجعل المرء يشعر ويحس باحساسات واقعية وهى ليست كذلك.

لقد أصبح التليفزيون أكثر أشكال الترفيه تأثيرا, حتى لعب دورا فى الحروب, وهناك ما سمى بالحروب التليفزيونية.. وهو ما جعل المفكر "بودريار" يقول: "ان الحرب لم تحدث فى الخليج", وهو يعنى أن الصور التى شاهدها الناس, ليست هى الصور الحقيقية للحرب فى الخليج! فضلا عن حالة الشعور بالظلم التى شعرت بها بعض الشعوب بسبب صور التليقزيون التى تنقل صور الحياة عند شعوب أخرى.

نظرا لهيمنة الصورة الافتراضية, انتهت بعض الدراسات الى اكتشاف مرض الادمان, وكمثل ادمان المخدرات والمسكرات مضرا, كذلك ادمان مشاهدة التليفزيون.. أو العاب الفيديو وغيرها, وان بدت مختلفة فى العديد من الجوانب.

ويمكن الاشارة الى بعض الملامح الناتجة عن التطورات التكنولوجية فى عصر الصورة:

التخوف من أن تحل الآلة محل العامل (حيث التكنولوجيا المتقدمة) – المعلومات أصبحت سلعة مباحة – انخفاض فى تكلفة خدمة المعلومات – حرية التداول وتهميش الاحتكار – التركيز على الترفيه – يقول "بليك" أن مقولة "مكلوهان" بوجود القرية العالمية (فى الستينيات) لم يعد لها وجود منذ التسعينيات, حيث تحول العلم الى مجموعة بنايات بها شقق وبها أناس كثر لا علاقة بينهم ...


بقلم: السيد نجم

المصدر: http://elmaramtoday.blogspot.com/2013/05/blog-post_3.html#ixzz2xbd8KFKt المصدر: www.elmaramtoday.blogspot.com/2013/05/blog-post_3.html#ixzz2xbd8KFKt
علاقة الصورة والثقافة البصرية

الصورة بوصفها قيمة ثقافية تقع في مرحلة تالية بعد الشفاهية والتدوين والكتابية باعتبارها تمثل مع هذه المراحل الصيغ التعبيرية في الثقافة البشرية، ومن نتيجة تجلي الصورة بوصفها علامة ثقافية، ومصدر استقبال وتأويل، ودخول فئات بشرية عريضة إلى عالم الاستقبال الثقافي، وهي تلك الفئات التي كانت مهمشة في السابق، لذا يجزم د.عبدالله الغذامي قائلا: "جاءت الصورة لتكسر ذلك الحاجز الثقافي والتمييز الطبقي بين الفئات، فوسعت من دوائر الاستقبال وشمل ذلك كل البشر فتوسعت القاعدة الشعبية للثقافة وهذا دور خطير تحقق مع الصورة." (كتاب ثقافة الصورة).

ويرى أن هذا الدور تتمثل أيضاً في (زعزعة مفهوم النخبة) بحيث "صار الجميع سواسية في التعرف على العالم واكتساب معارف جديدة، والتواصل مع الوقائع والثقافات. بمعنى أنها فقدت دورها في القيادة والوصاية وتلاشت تبعاً لذلك رمزيتها التي كانت تملكها من قبل، ولم تعد الثقافة تقدم رموزاً فريدة لا في السياسة ولا في الاجتماع ولا في الفن والفكر وتلاشت الرمزية وحلت محلها (النجومية )".

تلعب الصورة بوصفها نصاً متحركاً، قابلاً للتصديق باعتبار أن الخبر المصور يحول المشاهد إلى شاهد عيان، نظرا لتدخل عناصر اضافية هامة (الاخراج والمونتاج) في العمل, حيث أثبتت بعض الدراسات أن جمهور المشاهدين لم يعد يصدق الصور، ولم يعد يأخذها كما هي، وإنما يتراوح بين تكذيب ساخر إلى تصديق أعمى.

وهناك صور تعد تاريخية لا تنسى, منها مثلاً صور الصعود إلى القمر التي تعرض (نيل آرمسترونج) وهو يخطو خطواته الأولى على سطح القمر، وصور حرب الخليج 1991، وغيرها. إن الصورة المبثوثة لتهشم البرجين عملت فعلاً على تهشيم قوانين التأويل في الثقافة البشرية، ويبرز الغذامي خمسة أسس تمثل ما يدعوه ب(نحو الصورة) وهي: إلغاء السياق الذهني للحدث، السرعة اللحظوية، التلوين التقنني، تفعيل النجومية وتحويل الحدث إلى نجومية ملونة، القابلية السريعة للنسيان أو إلغاء الذاكرة.

اجمالا يمكن القول أننا بفعل الثورة التكنولوجية نعيش عصر الصورة, ويعتبر التصوير الرقمى مميزا لحقبة ما بعد الحداثة, حتى قال "بودريان" أن العالم مجرد صورة نقلا عن صورة, نقلا عن صورة, وأصبحنا فى عالم تهيمن عليه الصورة والواقع فى خلفيتها, لم تعد هناك صورة وأصل, بل صور ذات أصول متعددة. انه اذن عالم أزرار الكترونية تجعل المرء يشعر ويحس باحساسات واقعية وهى ليست كذلك.

لقد أصبح التليفزيون أكثر أشكال الترفيه تأثيرا, حتى لعب دورا فى الحروب, وهناك ما سمى بالحروب التليفزيونية.. وهو ما جعل المفكر "بودريار" يقول: "ان الحرب لم تحدث فى الخليج", وهو يعنى أن الصور التى شاهدها الناس, ليست هى الصور الحقيقية للحرب فى الخليج! فضلا عن حالة الشعور بالظلم التى شعرت بها بعض الشعوب بسبب صور التليقزيون التى تنقل صور الحياة عند شعوب أخرى.

نظرا لهيمنة الصورة الافتراضية, انتهت بعض الدراسات الى اكتشاف مرض الادمان, وكمثل ادمان المخدرات والمسكرات مضرا, كذلك ادمان مشاهدة التليفزيون.. أو العاب الفيديو وغيرها, وان بدت مختلفة فى العديد من الجوانب.

ويمكن الاشارة الى بعض الملامح الناتجة عن التطورات التكنولوجية فى عصر الصورة:

التخوف من أن تحل الآلة محل العامل (حيث التكنولوجيا المتقدمة) – المعلومات أصبحت سلعة مباحة – انخفاض فى تكلفة خدمة المعلومات – حرية التداول وتهميش الاحتكار – التركيز على الترفيه – يقول "بليك" أن مقولة "مكلوهان" بوجود القرية العالمية (فى الستينيات) لم يعد لها وجود منذ التسعينيات, حيث تحول العلم الى مجموعة بنايات بها شقق وبها أناس كثر لا علاقة بينهم ...


بقلم: السيد نجم

إقرأ المزيد... Résuméabuiyad

الصورة وواقع الأدب الافتراضى

الصورة وواقع الأدب الافتراضى

بقلم: السيد نجم

لقد بلغت تكنولوجيا الإعلام البصرية ذروتها مع بشائر القرن الحادى والعشرين، وبات من الضرورى حصــر وقياس تأثيراته. ونظرا لشمولياتها وشيوعها أصبح مصطلح "ثقافة الصورة" من المطلحات الجديدة الواجبة للدراسة. نظرا لقدرة الصورة المتميزة على الاقناع, وبدرجات تفوق كثيرا تأثير المسموع والمقرؤ. كما تميزت بتعزيزات ب"الصوت" و"اللون" و"الرسم" ثم "الحركة". أما وقد باتت الصورة سريعة الوصول الى المتلقى الى درجة هائلة, محملة بكم من المعلومات الغزيرة, ليس أوضح مثال لتلك الحقيقة القنوات الفضائية والشبكات الاخبارية. وهو ما دعا البعض الى القول بأن تلك الميزات الهائلة, سببا للتخوف على هوية الشعوب والجماعات الضعيفة والصغيرة, مع ضرورة العمل على حماية ثقافتها/ هويتها، ويرى أصحاب هذا الرأى بضرور الحفاظ على الكتاب الورقى. أما وقد طغت الصورة, فليس أجدى من التعامل مع معطياتها وتأثيرها.

لعل الاقتراب من محور الأدب فى عصر الصورة الالكترونية, ومنه "الصورة وواقع الأدب الافتراضى" يكشف الكثير من معطيات الصورة.

#ماذا عن الصورة؟

قال "أرسطو": "ان التفكير مستحيل من دون صور".

فيما قال "آبل جانس" عام1926م: "اننا نعيش بالفعل فى عصر الصورة".

وهو ما أكده "رولان بارت" فيما بعد.

الآن لا يمكن تصور الحياة المعاصرة من دون الصور. فالصورة حاضرة فى الأسواق وفى الوسائل التعليمية, وعبر الاعلام والفنون المرئية, وأخيرا على شاشات الكمبيوتر. حذر البعض من هذا الطغيان للصورة على ثقافة الانسان, حتى تنبأ البعض بهيمنة التليفزيون ليحل محل الكلمات, وبالتالى سوف تقتصر الكلمات على المكاتبات والكتب التى بدورها سيقل قراؤها, وتتعدد السلبيات.

بداية لابد من الاشارة الى أن للصورة مميزات والخواص تجعلها على قدر من الأهمية لا يمكن اغفاله. فالصورة قادرة على التوصيل الناجح بتأثير أكبر كثيرا من تأثير الكلمة, وهو ما يستخدم فى الدعاية عموما, وفى الحروب النفسية.. كما أننا نمارس تقليد الصور الايجابية للتدريب أو التريض أو تعليم قيادة السيارات والطائرات, وفى الطب هناك مجال التعليم الطبى بالصورة, ومجال التشخيص أيضا,وغيرها الكثير من المجالات. نتخير منها التوقف مع "الصورة وأدب الواقع الافتراضى"

فى تعريف الصورة.. يشتق المصطلح من كلمة لاتينية تعنى "محاكاة", حتى أنه فى مجال السيكولوجى مترادفة مع: "التشابه", "النسخ", "اعادة الانتاج", وفى العربية تعنى "هيئة الفعل", "الأمر وصفته".

للصورة أنواع متعددة: الصورة البصرية (وهى الملموسة للعيان), والصورة بوصفها تعبيرا عن التمثيل العقلى للخبرة الحسية (يتشكل الوعى بالصورة), والصورة الذهنية وهى ليست حرفية أو مماثلة للصورة الحسية, بل درجة أعلى. ثم الصورة التى تشير الى المؤسسات أو الأفراد أو الشعوب.. مثل صورة الشعب الصينى وملامحه, وصور عناصر الحلم والتخييل. كما أن هناك الصورة اللاحقة التى تتشكل عند حاسة الابصار بعد منبه حسى على العين. أما الصورة الارتسامية فهى نوع من الصور الشبيهه بالادراك, وصور الذاكرة تعد نوعا من التفكير المألوف لنا فى عمليات التفكير.

أما الصورة الرقمية المولدة بالكمبيوتر فقد أدت الى تحولات جذرية فى الثقافة الانسانية, نظرا لدورها كمعلومة مع سهولة الحصول عليها والتعامل معها, ثم تخزينها وانزالها. بها فقدت الصور الزيتية كونها صور فريدة, فيما لعبت الصور الرقمية دور المعلم بدور المعلوماتية المحملة بها.

وصور "الواقع الافتراضى", مصطلح قال به العالم "جاردن لانير", حيث يشعر مستخدمو الكمبيوتر أنهم يعايشون العوالم التى يقوم الكمبيوتر بتخليقها, بالصورة والصوت والأنظمة الحسية الخاصة بالكمبيوتر.

المصدر: http://elmaramtoday.blogspot.com/2013/05/blog-post_3.html#ixzz2xbd8KFKt المصدر: www.elmaramtoday.blogspot.com/2013/05/blog-post_3.html#ixzz2xbd8KFKt
الصورة وواقع الأدب الافتراضى

بقلم: السيد نجم

لقد بلغت تكنولوجيا الإعلام البصرية ذروتها مع بشائر القرن الحادى والعشرين، وبات من الضرورى حصــر وقياس تأثيراته. ونظرا لشمولياتها وشيوعها أصبح مصطلح "ثقافة الصورة" من المطلحات الجديدة الواجبة للدراسة. نظرا لقدرة الصورة المتميزة على الاقناع, وبدرجات تفوق كثيرا تأثير المسموع والمقرؤ. كما تميزت بتعزيزات ب"الصوت" و"اللون" و"الرسم" ثم "الحركة". أما وقد باتت الصورة سريعة الوصول الى المتلقى الى درجة هائلة, محملة بكم من المعلومات الغزيرة, ليس أوضح مثال لتلك الحقيقة القنوات الفضائية والشبكات الاخبارية. وهو ما دعا البعض الى القول بأن تلك الميزات الهائلة, سببا للتخوف على هوية الشعوب والجماعات الضعيفة والصغيرة, مع ضرورة العمل على حماية ثقافتها/ هويتها، ويرى أصحاب هذا الرأى بضرور الحفاظ على الكتاب الورقى. أما وقد طغت الصورة, فليس أجدى من التعامل مع معطياتها وتأثيرها.

لعل الاقتراب من محور الأدب فى عصر الصورة الالكترونية, ومنه "الصورة وواقع الأدب الافتراضى" يكشف الكثير من معطيات الصورة.

#ماذا عن الصورة؟

قال "أرسطو": "ان التفكير مستحيل من دون صور".

فيما قال "آبل جانس" عام1926م: "اننا نعيش بالفعل فى عصر الصورة".

وهو ما أكده "رولان بارت" فيما بعد.

الآن لا يمكن تصور الحياة المعاصرة من دون الصور. فالصورة حاضرة فى الأسواق وفى الوسائل التعليمية, وعبر الاعلام والفنون المرئية, وأخيرا على شاشات الكمبيوتر. حذر البعض من هذا الطغيان للصورة على ثقافة الانسان, حتى تنبأ البعض بهيمنة التليفزيون ليحل محل الكلمات, وبالتالى سوف تقتصر الكلمات على المكاتبات والكتب التى بدورها سيقل قراؤها, وتتعدد السلبيات.

بداية لابد من الاشارة الى أن للصورة مميزات والخواص تجعلها على قدر من الأهمية لا يمكن اغفاله. فالصورة قادرة على التوصيل الناجح بتأثير أكبر كثيرا من تأثير الكلمة, وهو ما يستخدم فى الدعاية عموما, وفى الحروب النفسية.. كما أننا نمارس تقليد الصور الايجابية للتدريب أو التريض أو تعليم قيادة السيارات والطائرات, وفى الطب هناك مجال التعليم الطبى بالصورة, ومجال التشخيص أيضا,وغيرها الكثير من المجالات. نتخير منها التوقف مع "الصورة وأدب الواقع الافتراضى"

فى تعريف الصورة.. يشتق المصطلح من كلمة لاتينية تعنى "محاكاة", حتى أنه فى مجال السيكولوجى مترادفة مع: "التشابه", "النسخ", "اعادة الانتاج", وفى العربية تعنى "هيئة الفعل", "الأمر وصفته".

للصورة أنواع متعددة: الصورة البصرية (وهى الملموسة للعيان), والصورة بوصفها تعبيرا عن التمثيل العقلى للخبرة الحسية (يتشكل الوعى بالصورة), والصورة الذهنية وهى ليست حرفية أو مماثلة للصورة الحسية, بل درجة أعلى. ثم الصورة التى تشير الى المؤسسات أو الأفراد أو الشعوب.. مثل صورة الشعب الصينى وملامحه, وصور عناصر الحلم والتخييل. كما أن هناك الصورة اللاحقة التى تتشكل عند حاسة الابصار بعد منبه حسى على العين. أما الصورة الارتسامية فهى نوع من الصور الشبيهه بالادراك, وصور الذاكرة تعد نوعا من التفكير المألوف لنا فى عمليات التفكير.

أما الصورة الرقمية المولدة بالكمبيوتر فقد أدت الى تحولات جذرية فى الثقافة الانسانية, نظرا لدورها كمعلومة مع سهولة الحصول عليها والتعامل معها, ثم تخزينها وانزالها. بها فقدت الصور الزيتية كونها صور فريدة, فيما لعبت الصور الرقمية دور المعلم بدور المعلوماتية المحملة بها.

وصور "الواقع الافتراضى", مصطلح قال به العالم "جاردن لانير", حيث يشعر مستخدمو الكمبيوتر أنهم يعايشون العوالم التى يقوم الكمبيوتر بتخليقها, بالصورة والصوت والأنظمة الحسية الخاصة بالكمبيوتر.

إقرأ المزيد... Résuméabuiyad