محظرة المرام .. عطاء أصيل ومتجدد
عرفت المحظرة كسلوك اجتماعي وحضاري للشعب الموريتاني ومجموعاته التقليدية ، ودأبت واستمرت خلال العصور الماضية علي الإسهام والمشاركة في الإشعاع الثقافي للأمة الموريتانية ، حيث كانت موريتانيا تحتل دورا بارزا ورياديا في المنطقة وفي المناطق البعيدة في الشمال والجنوب وحتى المشرق العربي مهد الرسالات ، وذاع صيت المحظرة لعظمة الجهابذة الموريتانيين ، الذين ساهموا باقتدار في تنوير أمم وشعوب كانت قابعة في مفازات ودهاليز ظلمة جهل مطبقة .
ولقي هذا التألق اعترافا من قبل الجميع ، حيث كانت المحظرة عبارة عن رجل متواضع ، يزخر ذهنه بمتون عديدة ومتنوعة ، فالعقلية الموريتانية والذاكرة الجماعية لبعض المجموعات البشرية سادت وتوسعت حتي أصبح الإنسان فيها جامعة متنقلة للعلوم الشرعية والآداب ، ومكتبة مليئة الرفوف في ذهنه وعقله من غير استكبار واستعلاء ، فمنهاج ذالك الإنسان كان التواضع والسماحة وكرم الضيافة وسعة الصدر رغم شظف عيشه ورتابته .
من هنا كان الإنسان في قرية المرام مولعا بتحصيل العلم وأحكام الشريعة المحمدية وحفظ القرآن الكريم ، لأنه كلام الله المحفوظ ، وكل آية فيه دواء لكل داء ، وتحصينا من كل مكروه . وخلال تلك الفترات عرف الرجل والمرأة في هذه المجموعة الاجتماعية المحافظة ، والحافظة للعهود ، والمحفوظة بإذن الله بسبقهم في هذا الميدان وهذا المجال ، ميدان العلم واكتسابه والعمل به، لقد دأبت هذه المجموعة علي الاهتمام بالمعرفة فشيدوا قلاعا شماء وركائزا مدعمة لعطاء علمي ومعرفي من رجالاتهم للتذكير كــ : لمرابط ولد محمذن ميلود و"دابدا ه" و"يب" ومحمدو ومحمد فال أبناء الكوري واليدالي ولد ابراهيم فال .. وغيرهم . ومن نسائهم الفاضلات لا الحصر : توت منت محمذن ميلود وفيت بنت المختار والملقبة منه "مريم" وأمت منت أحمد محمود .
واليوم تعيش قرية المرام نشوة استعادة ذالك الدور وعنفوانه ، ومتابعة ذاك النهج لرعيلها الأول ، بعد ما أصابها بعض الركود ، و الذي أصاب الجيل الجديد ، لكثرة انشغالات أبناء اليوم بالتحصيل المادي وما يتطلبه من اهتمامات دنيوية لذا تنامت فكرة الهجرة خارج القرية ،وخارج طابعها ،وخارج البلاد .
وهاهي قرية المرام الناهضة بشبابها ورجالاتها تواقة لغد مشرق بنية صادقة وبهمم عالية للحضور علي قمم العطاء كما عهدنا فتبارك الله ، وفي جميع المستويات المحلية والوطنية ، لما تكتنزه من مستودع وذخر اجتماعي وحضاري مفعم بالأصالة والحداثة ، حال كهذا : تبدو فيه قرية المرام العتيدة ، وهي في كامل الاستعداد لتستعيد المكانة المرموقة ، وبنفس جديد يتلاءم مع متطلبات العصر من حيث الفكر والأداء والفعل ، لتنعم الأجيال والأجيال اللاحقة إن شاء الله بما سطروه الأجداد الشرفاء الكرام في سجلاتهم الناصعة ونقله وكتبه عنهم غيرهم من أحرف ذهبية عن ماضيهم التليد اللامع ، وما فعلوه من أعمال الخير البناءة وبتوفيق الله ، تحدوهم في ذالك الرغبة الجماعية والجمعوية الدائمة في بزوغ وإشراق فجر جديد لمستقبل وضاء ليله كنهاره وعلي محجة بيضاء ، حيث درجت وعادت حناجر أبنائهم البررة اليوم تصدح بتلاوة الفرقان صباح مساء ولله الحمد في ربوعهم النيرة المباركة هذه الأيام ، فطوبي للمرام وأهله ، وطوبي للجميع بهذا الترميم لقلاع وحصون شيدت وولدت وترعرعت وشبت وشابت في هذا المنوال منذ قدم الزمان والمكان.محظرة المرام .. عطاء أصيل ومتجدد
عرفت المحظرة كسلوك اجتماعي وحضاري للشعب الموريتاني ومجموعاته التقليدية ، ودأبت واستمرت خلال العصور الماضية علي الإسهام والمشاركة في الإشعاع الثقافي للأمة الموريتانية ، حيث كانت موريتانيا تحتل دورا بارزا ورياديا في المنطقة وفي المناطق البعيدة في الشمال والجنوب وحتى المشرق العربي مهد الرسالات ، وذاع صيت المحظرة لعظمة الجهابذة الموريتانيين ، الذين ساهموا باقتدار في تنوير أمم وشعوب كانت قابعة في مفازات ودهاليز ظلمة جهل مطبقة .
ولقي هذا التألق اعترافا من قبل الجميع ، حيث كانت المحظرة عبارة عن رجل متواضع ، يزخر ذهنه بمتون عديدة ومتنوعة ، فالعقلية الموريتانية والذاكرة الجماعية لبعض المجموعات البشرية سادت وتوسعت حتي أصبح الإنسان فيها جامعة متنقلة للعلوم الشرعية والآداب ، ومكتبة مليئة الرفوف في ذهنه وعقله من غير استكبار واستعلاء ، فمنهاج ذالك الإنسان كان التواضع والسماحة وكرم الضيافة وسعة الصدر رغم شظف عيشه ورتابته .
من هنا كان الإنسان في قرية المرام مولعا بتحصيل العلم وأحكام الشريعة المحمدية وحفظ القرآن الكريم ، لأنه كلام الله المحفوظ ، وكل آية فيه دواء لكل داء ، وتحصينا من كل مكروه . وخلال تلك الفترات عرف الرجل والمرأة في هذه المجموعة الاجتماعية المحافظة ، والحافظة للعهود ، والمحفوظة بإذن الله بسبقهم في هذا الميدان وهذا المجال ، ميدان العلم واكتسابه والعمل به، لقد دأبت هذه المجموعة علي الاهتمام بالمعرفة فشيدوا قلاعا شماء وركائزا مدعمة لعطاء علمي ومعرفي من رجالاتهم للتذكير كــ : لمرابط ولد محمذن ميلود و"دابدا ه" و"يب" ومحمدو ومحمد فال أبناء الكوري واليدالي ولد ابراهيم فال .. وغيرهم . ومن نسائهم الفاضلات لا الحصر : توت منت محمذن ميلود وفيت بنت المختار والملقبة منه "مريم" وأمت منت أحمد محمود .
واليوم تعيش قرية المرام نشوة استعادة ذالك الدور وعنفوانه ، ومتابعة ذاك النهج لرعيلها الأول ، بعد ما أصابها بعض الركود ، و الذي أصاب الجيل الجديد ، لكثرة انشغالات أبناء اليوم بالتحصيل المادي وما يتطلبه من اهتمامات دنيوية لذا تنامت فكرة الهجرة خارج القرية ،وخارج طابعها ،وخارج البلاد .
وهاهي قرية المرام الناهضة بشبابها ورجالاتها تواقة لغد مشرق بنية صادقة وبهمم عالية للحضور علي قمم العطاء كما عهدنا فتبارك الله ، وفي جميع المستويات المحلية والوطنية ، لما تكتنزه من مستودع وذخر اجتماعي وحضاري مفعم بالأصالة والحداثة ، حال كهذا : تبدو فيه قرية المرام العتيدة ، وهي في كامل الاستعداد لتستعيد المكانة المرموقة ، وبنفس جديد يتلاءم مع متطلبات العصر من حيث الفكر والأداء والفعل ، لتنعم الأجيال والأجيال اللاحقة إن شاء الله بما سطروه الأجداد الشرفاء الكرام في سجلاتهم الناصعة ونقله وكتبه عنهم غيرهم من أحرف ذهبية عن ماضيهم التليد اللامع ، وما فعلوه من أعمال الخير البناءة وبتوفيق الله ، تحدوهم في ذالك الرغبة الجماعية والجمعوية الدائمة في بزوغ وإشراق فجر جديد لمستقبل وضاء ليله كنهاره وعلي محجة بيضاء ، حيث درجت وعادت حناجر أبنائهم البررة اليوم تصدح بتلاوة الفرقان صباح مساء ولله الحمد في ربوعهم النيرة المباركة هذه الأيام ، فطوبي للمرام وأهله ، وطوبي للجميع بهذا الترميم لقلاع وحصون شيدت وولدت وترعرعت وشبت وشابت في هذا المنوال منذ قدم الزمان والمكان.