الانتخابات المصرية في مرآة الشعر الموريتاني
هناك على ضفة الأطلسيِّ حيث تفصل آلاف الكيلومترات بلاد شنقيط عن قاهرة المعز ، عاش الموريتانيون (الشناقطة) حمى الانتخابات المصرية لحظة بلحظة ، يقاسمون أهل القاهرة ، والاسكندرية ، والبحيرة ، والقليوبية ، والفيوم ، ومطروح ، وبني سويف (وغيرها من محافظات مصر وقراها ) همومهم ، ويصطلون بأوار صبرهم الجميل ، وهم يحبسون الأنفاس في ارتقاب تجاوز العاصفة المسكونة بالخطر .
لا تكاد تلمس فرقا في الأحاسيس والمشاعر والاهتمامات بين ما تراه هنا في موريتانيا وبين ما تتابعه من وراء الشاشة عن أهل مصر ، فالهم هو الهم والتفاصيل هي التفاصيل .
سِفرٌ من المقالات والتدوينات ، والقصائد والمقطوعات الشعرية ؛ عبر من خلاله أهل ذالك الصُّقع القصي من بلاد العرب والمسلمين عن الشعور بالوحدة العضوية بين أقطار الأمة ، آمالا ، وآلاما ، واشتراكا في مصير الحاضر وتطلعات المستقبل .
واستجلاء لأبعاد هذا الانصهار الوجداني ، وغوصا في أعماق التعبير عنه
ندعوكم إلى رحلة في مضمار الشعر الموريتاني الذي خلد تلك اللحظات الفارقة في تاريخ مصر والأمة الإسلامية المعاصر ؛ ولا شيء أقدر على الإفصاح عن أحاسيس أهل موريتانيا( بلاد المليون شاعر ) أكثر من الشعر .
وإن لم تبدأ مواكبة الشعر الموريتاني للهم المصري من الانتخابات غير أننا سنبدأ من هنا فقط !
نحن الآن على مشارف الانتخابات المصرية ؛ بعد ما بات كل شيء مهيئا لخوض منافسات مفصلية حاسمة بين المتسابقين إلى مقعد أول رئيس لمصر بعد ثورة 25 يناير ، وما يزال الشعر الموريتاني يخوض الحملة من بعيد لصالح مرشح الثورة الذي يمثل في نظره الأمل الباسم لعزة الدين ورفعة الأمة
يقول الدكتور محمد الحافظ ولد اكاه
تدور رحى التصويت في مصر كي ترســــي
وتضرب بالجران قصدا ـ علي مرســـي
ويخـزى الالــي قد شــاغبـــوا وتكبــــــــروا
ويجلــس "مرســي"بالتمام علي الكرســي
وتعلـــو سهــام الحـــق نـافـــذة فـــــــــــــلا
يــرد شبـــاهـــا من مجـــن ولا تـــــــرس
وتبتهـــج الدنيـــــا ســـرورا وتحتـــــــــفي
بليلة زهـــــو دونهــــا ليلة العــــــــرس
وجاءت الانتخابات وبدأ التصويت في الشوط الأول فتابعه الموريتانيون باهتمام نادر ، وعايشوه هما مسهدا يحرس العيون من إلمام الكرى ، وإن أضناها السهر وبرَّح بها الإرهاق .
يقول إبراهيم ولد البار في طلعة طريفة من الشعر الحساني يبلغ الاندماج مع الانتخابات المصرية ومرشح الإخوان – فيها - مستوى أقرب إلى " الحلول " ! فيصبح " مرسي "الإخوان "تواصل" ، " النهضة " شيئا واحد ، أو شبه واحد ، ومجالا للهيام المستعصي على التعبير المألوف والمستحق للتضحية بالعذال والانتصاب في مرمى قوافي الخصوم (اطلعهم )
نَتْكَلَّبْ فَفْراشِ نعسانْ ،،، ما كَيلْتْ اليُومْ وتَعبَان
ومْكَمَطْ ذي الليْلة صَهْران،،، يَغيرْ آنَ شمْصَهَّرْنِ
نَتْخَمَمْ مَنْدَرْتِ يكانْ ،،، "مُرْسي" لاهِ ينجحْ ونِّ
بعد أبمسري ونِّ ابلخوان،، ونِّ ابتواصل كَنْكَنِّ
بالنهضة وللِّ ذَفكع،،،، يَنْطحْ لعَادْ امْسَولْنْ
رَاصُ بَكْرَبْ حيطْ وطَلْعُ ،،،، يَبْدَعْهم لَعَادْ امْغَنِّ
ورغم التقدم المحرز وغير المفاجئ لمرشح الثورة ؛ فإن ما صاحبها من إجراءات متحيزة ، وحملات إعلامية موجهة ضد هذا المرشح وتياره الأصيل ألقى بثقله الخانق على صدور الموريتانيين ، حتى إذا اندفعت جماهير الشعب المصري إلى الجولة الثانية من الانتخابات كان الشعراء أول من أحس بالفوز الباهر الذي قرر الشعب المصري أن ينتزعه لثورته الصاعدة .
هذا ما ترجمه الشاعر الشيخ أحمد ولد البان وهو يتابع الجموع المتدفقة على الصناديق من مغتربه البعيد ب(جنوب إفريقيا )
مصر الكنانة وجهها المتألق,,,,,جذلان يصدح بالنشيد ويعبق
مــصر الكنانة..لن تعود سبية....للمارقين..ونيلها المتدفق
أهرام جيزتها الجميلة رددت....في ضحوة النصر الذي يتحقق
هذي أنا مصر الكرام..وذي أنا مصر التمرد...لا عميل أخرق
مت يا زمان القابعين بذلهم,,,,فاليوم يوم النصر...يوم مشرق
وكانت القرارات المباغتة التي اكتنفت الشوط الثاني من الانتخابات بمثابة انقلاب مكشوف يتوج مرحلة كاملة من الدعايات الإقصائية الصارخة ، ولكن ذالك كله لم يفت في عضد الأمة المصرية التي قررت أن تواصل ثورتها المباركة . هذا ما عبر عنه الشاعر سيدي محمود ولد الصغير لحظة الإعلان الأولي لفوز مرشح الثورة :
برغم جحيم المكر في اليوم والأمس .....ورغم اصطناع الخوف والشك واليأس
وبعد انقلاب الجيش يعبث بالحمى .......يقول لأرض النيل : ويحك من مرسي
فقد قررت مصر وصال مسيرها .......وحن إلى مرسي سفينتها الكرسي
غير أن التأخر المريب في إعلان نتائج الانتخابات الملفوف بالصمت المثير من الجهات الرسمية بمصر ، قذف الشكوك ، وجلَّى أشباح المخاوف التي تتربص بالشعب المصري وثورته والأمة الإسلامية ، وبلغ القلق ذروته بإعلان مرشح الفلول عن فوزه هو الآخر وسط إجراءات تتوالى في الميدان المصري منبئة عن أمر يراد ، ومع ذالك كله لم يُهزم الأمل ولم تقهر القناعة بقوة مصر ونضج ثورتها وتمنعها على الترويض ، يخاطب سيدي محمود مرشح الفلول بعد ذالك الإعلان فيقول له :
من ذا يصدق ما تقول
يا أيها " الفََلُّ " الهزيل
مصرٌ تعود إلى الورا
يغتال ثورتَها الأفول
يغدو التحرُّر ماضيا
والشعب يرقص للفُلول ؟؟؟!
ثم يخلص إلى تنزيه مصر عن الانحدار إلى تلك المستويات الخانعة بعد أن أخذت طريقها صعدا إلى استعادة المجد وصناعة الحضارة ، فلا خوف على حلم تحرسه الملايين الناضجة من الثائرين ، وهي ماضية في حمايته بالأجساد والدماء
حاشاكِ يا أمَّ الدُّنا
أرضَ الشهامة والأصول
أن تقبلي سَوْق النعاج إلى المذلة والخمول
تلك الملايين التي
هتفت وتعرف ما تقول
ما عاد يقبل مثلُها
غير التحرُّرِ والوصول
غير المضي إلى البناء إلى الحضارة ؛ بالعقول
بالعارفين طريقهم
بالسائرين إلى الأمام
رغم المخاطر والمخاوف والتدافع والـــــــــــصــدام
بالذائدين عن الحمى
من همُّهم تلك الجموعْ
ويطول الانتظار وتتمطى الساعات الطوال ؛ تحرق أعصاب المنتظرين في مصر وميدان التحرير ، وتستحيل نفوس الموريتانيين إلى "ميادين تحرير" طافحة بالغضب في انتظار الإعلان النهائي عن موت أمل الفلول في استعادة عرش مصر ..فيقول :
إنــي وربك أرتقِب والنفس يملؤها العتب
مصرٌ تمور بداخلي والقلب " ميدان الغضبْ"
ويمضي يعدد مظاهر الريبة ويجاوب أسئلة الشك المؤلمة متشبثا بالأمل العنيد المفتَرِّ - في النهاية - عن ثـَغر البشارة الساحرة
أمـر مريب ما أرى يجري بلا أدنى سبب
الشعب في صندوقه قال : الرئيسَ المنتخب
ما ذا يراد بمصر في هذا الخضم المضطرب
ما ذا يراد بشعبها الحر الأبي الملتهــــــــــب
ما ذا يحاول "فـَلُّها" غير التآمر والكـــــذب ؟
لكن فجر حضارة " الأم " العظيمة يقترب
لا لن تعود القهقرى مدَّت لنهضتها سبَبْ
اليوم تبدأ نهضة تزجي البشائر للعرب
ويأتي الله بالفرج ، وتقطع جهيزة قول كل خطيب (مرسي رئيسا لجمهورية مصر) فيصرخ الشاعر في تماهِ مع اللحظة الفارقة وكأن المحبوبة (مصر) بين يديه بل في ضميره الغائر في تلافيف ذاته المستترة ... ثم يحررها من قبضة الخصوص ، قبل أن يمطرها بوابل من التهانئ الملفوفة بالحبور ؛ ويتركها لترفرف على أجنحة البشر تزرع السعادة في قلوب العالمين .
مـــلكت علي مشاعري .....مــصر التي في خـــــاطري
مـــليون تهنئة لها....ولكم أزف بــــشائـــــــــــري
هنا بر الأمان " وشاطئ الإسلام " ، هنا مرفأ الوصول - بعد رحلة العناء -
الذي يممته القافلة منذ عشرات السنين ، وظلت تُغذ إليه السير متشحة بالصبر الجميل على عقبات الطريق وأشواك الدرب ، وأقبية السجن ، وأعواد المشانق ، وحملات التشويه .
ها قد وصلت أخيرا تكلؤها عناية الرحمن ، على متن السفينة التي يلوذ بها أهل مصر من الطوفان . يقول الشاعر الكبير محمد الحافظ ولد أحمدو في رائعته التي رسمت صورة بديعة لرحلة الإخوان المسلمين باتجاه عرش مصر باقتضاب واكتمال مهول ، قبل أن تختم ببرقيات من النصح " الشفيق " !
على شاطئ الإسلام أرسيت يا مرسي
من الله مكلوءًا بفاتحة الكرسي
و عن نصرك الرحمن ما كان غائبا
معيته و اللطف تاج على الرأس
تداعت عليك الكاسرات ضواريا
تصول بحد السيف و الرمح و الفأس
و تهذي بقول الزور و الفحش و الخنى
مشاغبة بالزبن و الركل و الرفس
و نحبس أنفاس الترقب خشية
و من سورة الأحزاب نقرأ في همس
نقول جميعا حسبنا الله إنه
ولي ذوي الإيمان في اليوم و الأمس
بسوطك فاضرب غارب البحر و اتخذ
طريقا لتنجو بالشعوب و بالنفس
ودع مكر فرعون يحيق بحزبه
فيغشاه موج اليم بالهلك و التعس
صبرتم و بيت الله ستين حجة
على الظلم و التنكيل من قادة البؤس
تألب أخلاف الضلال عليكم
و صالوا عليكم بالنكاية و النحس
فما فل من أعضادكم لؤم كيدهم
و طال بكم قبض على الجمر بالخمس
و لم تيأسوا من رحمة الله إنكم
بإيمانكم لم تعرفوا محبط اليأس
فأنجوا من الطوفان مصر بفلككم
لكيلا ينال الخلف من بهجة العرس
و لا تحملوا حقدا على الناس و ابتغوا
بذلك وجه الله في مقعد القدس
ووفقكم للخير و اليمن ربنا
و بارك رب العرش في ذلك العرس
وتفُكُّ مصر أغلالها المزمنة ، وتستعيد مكانتها في قلب الأمة وميدان التأثير بعد أن طوت صفحة قاتمة من تاريخها مع الظلم والطغيان ، لفتتح صفحة وضاءة مشرقة يكون لمقدسات الأمة السليبة " حق صدارتها " . يقول أحمد ولد الوديعة في تهنئته بالمناسبة .
رست مصر في يوم عظيم على مرسي
فعادت كما كانت على العين والرأس
طوت صفحة الطغيان والجبن والأسى
وداست فلول العار والخزي والبؤس
أعادت لنا مصر الكنانة قامة
من المجد عنوان المسرة والأنس
هنيئا لمصر الفوز بالنصر بالمني
وتعسا فلول الذل تعسا على تعس
هنيئا لأحرار الدنا لأولي العلي
لنا موعد للنصر في باحة القدس
وهنا يتماهى ولد الوديعه الشاعر مع ولد الوديعه السياسي الإسلامي المعارض ليختطف اللحظة بحنكة السياسي ، ونباهة الإعلامي الحصيف، فيعلن من منبر الشعر قرب زوال نظام الجنرال عزيز ، وأغلبيته ، ومبشرا بقرب التمكين للإسلاميين في موريتانيا ، من خلال إسقاط تعبيري رفيع !
هنيئا لنا ..مرحى لنا ..فلنا هنا :
فلول وطنطاوِ وأيضا لنا مرسي !
رست سفينة مصر ، والثورة ، والدعوة على شاطئ النجاة ، فزال الخطر وباتت سفائن النهضة والتعمير جاهزة لتمخر عباب البناء والتشييد . والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .
المختار ولد نافع :
الآن ترسو بمرسى اليمن دعوتنا ...بفوز ربانها الخريت مرسيها
الآن تمخر سفن النصر شاطئها ...فالحمد لله مجريها ومرسيها
لا تكاد تلمس فرقا في الأحاسيس والمشاعر والاهتمامات بين ما تراه هنا في موريتانيا وبين ما تتابعه من وراء الشاشة عن أهل مصر ، فالهم هو الهم والتفاصيل هي التفاصيل .
سِفرٌ من المقالات والتدوينات ، والقصائد والمقطوعات الشعرية ؛ عبر من خلاله أهل ذالك الصُّقع القصي من بلاد العرب والمسلمين عن الشعور بالوحدة العضوية بين أقطار الأمة ، آمالا ، وآلاما ، واشتراكا في مصير الحاضر وتطلعات المستقبل .
واستجلاء لأبعاد هذا الانصهار الوجداني ، وغوصا في أعماق التعبير عنه
ندعوكم إلى رحلة في مضمار الشعر الموريتاني الذي خلد تلك اللحظات الفارقة في تاريخ مصر والأمة الإسلامية المعاصر ؛ ولا شيء أقدر على الإفصاح عن أحاسيس أهل موريتانيا( بلاد المليون شاعر ) أكثر من الشعر .
وإن لم تبدأ مواكبة الشعر الموريتاني للهم المصري من الانتخابات غير أننا سنبدأ من هنا فقط !
نحن الآن على مشارف الانتخابات المصرية ؛ بعد ما بات كل شيء مهيئا لخوض منافسات مفصلية حاسمة بين المتسابقين إلى مقعد أول رئيس لمصر بعد ثورة 25 يناير ، وما يزال الشعر الموريتاني يخوض الحملة من بعيد لصالح مرشح الثورة الذي يمثل في نظره الأمل الباسم لعزة الدين ورفعة الأمة
يقول الدكتور محمد الحافظ ولد اكاه
تدور رحى التصويت في مصر كي ترســــي
وتضرب بالجران قصدا ـ علي مرســـي
ويخـزى الالــي قد شــاغبـــوا وتكبــــــــروا
ويجلــس "مرســي"بالتمام علي الكرســي
وتعلـــو سهــام الحـــق نـافـــذة فـــــــــــــلا
يــرد شبـــاهـــا من مجـــن ولا تـــــــرس
وتبتهـــج الدنيـــــا ســـرورا وتحتـــــــــفي
بليلة زهـــــو دونهــــا ليلة العــــــــرس
وجاءت الانتخابات وبدأ التصويت في الشوط الأول فتابعه الموريتانيون باهتمام نادر ، وعايشوه هما مسهدا يحرس العيون من إلمام الكرى ، وإن أضناها السهر وبرَّح بها الإرهاق .
يقول إبراهيم ولد البار في طلعة طريفة من الشعر الحساني يبلغ الاندماج مع الانتخابات المصرية ومرشح الإخوان – فيها - مستوى أقرب إلى " الحلول " ! فيصبح " مرسي "الإخوان "تواصل" ، " النهضة " شيئا واحد ، أو شبه واحد ، ومجالا للهيام المستعصي على التعبير المألوف والمستحق للتضحية بالعذال والانتصاب في مرمى قوافي الخصوم (اطلعهم )
نَتْكَلَّبْ فَفْراشِ نعسانْ ،،، ما كَيلْتْ اليُومْ وتَعبَان
ومْكَمَطْ ذي الليْلة صَهْران،،، يَغيرْ آنَ شمْصَهَّرْنِ
نَتْخَمَمْ مَنْدَرْتِ يكانْ ،،، "مُرْسي" لاهِ ينجحْ ونِّ
بعد أبمسري ونِّ ابلخوان،، ونِّ ابتواصل كَنْكَنِّ
بالنهضة وللِّ ذَفكع،،،، يَنْطحْ لعَادْ امْسَولْنْ
رَاصُ بَكْرَبْ حيطْ وطَلْعُ ،،،، يَبْدَعْهم لَعَادْ امْغَنِّ
ورغم التقدم المحرز وغير المفاجئ لمرشح الثورة ؛ فإن ما صاحبها من إجراءات متحيزة ، وحملات إعلامية موجهة ضد هذا المرشح وتياره الأصيل ألقى بثقله الخانق على صدور الموريتانيين ، حتى إذا اندفعت جماهير الشعب المصري إلى الجولة الثانية من الانتخابات كان الشعراء أول من أحس بالفوز الباهر الذي قرر الشعب المصري أن ينتزعه لثورته الصاعدة .
هذا ما ترجمه الشاعر الشيخ أحمد ولد البان وهو يتابع الجموع المتدفقة على الصناديق من مغتربه البعيد ب(جنوب إفريقيا )
مصر الكنانة وجهها المتألق,,,,,جذلان يصدح بالنشيد ويعبق
مــصر الكنانة..لن تعود سبية....للمارقين..ونيلها المتدفق
أهرام جيزتها الجميلة رددت....في ضحوة النصر الذي يتحقق
هذي أنا مصر الكرام..وذي أنا مصر التمرد...لا عميل أخرق
مت يا زمان القابعين بذلهم,,,,فاليوم يوم النصر...يوم مشرق
وكانت القرارات المباغتة التي اكتنفت الشوط الثاني من الانتخابات بمثابة انقلاب مكشوف يتوج مرحلة كاملة من الدعايات الإقصائية الصارخة ، ولكن ذالك كله لم يفت في عضد الأمة المصرية التي قررت أن تواصل ثورتها المباركة . هذا ما عبر عنه الشاعر سيدي محمود ولد الصغير لحظة الإعلان الأولي لفوز مرشح الثورة :
برغم جحيم المكر في اليوم والأمس .....ورغم اصطناع الخوف والشك واليأس
وبعد انقلاب الجيش يعبث بالحمى .......يقول لأرض النيل : ويحك من مرسي
فقد قررت مصر وصال مسيرها .......وحن إلى مرسي سفينتها الكرسي
غير أن التأخر المريب في إعلان نتائج الانتخابات الملفوف بالصمت المثير من الجهات الرسمية بمصر ، قذف الشكوك ، وجلَّى أشباح المخاوف التي تتربص بالشعب المصري وثورته والأمة الإسلامية ، وبلغ القلق ذروته بإعلان مرشح الفلول عن فوزه هو الآخر وسط إجراءات تتوالى في الميدان المصري منبئة عن أمر يراد ، ومع ذالك كله لم يُهزم الأمل ولم تقهر القناعة بقوة مصر ونضج ثورتها وتمنعها على الترويض ، يخاطب سيدي محمود مرشح الفلول بعد ذالك الإعلان فيقول له :
من ذا يصدق ما تقول
يا أيها " الفََلُّ " الهزيل
مصرٌ تعود إلى الورا
يغتال ثورتَها الأفول
يغدو التحرُّر ماضيا
والشعب يرقص للفُلول ؟؟؟!
ثم يخلص إلى تنزيه مصر عن الانحدار إلى تلك المستويات الخانعة بعد أن أخذت طريقها صعدا إلى استعادة المجد وصناعة الحضارة ، فلا خوف على حلم تحرسه الملايين الناضجة من الثائرين ، وهي ماضية في حمايته بالأجساد والدماء
حاشاكِ يا أمَّ الدُّنا
أرضَ الشهامة والأصول
أن تقبلي سَوْق النعاج إلى المذلة والخمول
تلك الملايين التي
هتفت وتعرف ما تقول
ما عاد يقبل مثلُها
غير التحرُّرِ والوصول
غير المضي إلى البناء إلى الحضارة ؛ بالعقول
بالعارفين طريقهم
بالسائرين إلى الأمام
رغم المخاطر والمخاوف والتدافع والـــــــــــصــدام
بالذائدين عن الحمى
من همُّهم تلك الجموعْ
ويطول الانتظار وتتمطى الساعات الطوال ؛ تحرق أعصاب المنتظرين في مصر وميدان التحرير ، وتستحيل نفوس الموريتانيين إلى "ميادين تحرير" طافحة بالغضب في انتظار الإعلان النهائي عن موت أمل الفلول في استعادة عرش مصر ..فيقول :
إنــي وربك أرتقِب والنفس يملؤها العتب
مصرٌ تمور بداخلي والقلب " ميدان الغضبْ"
ويمضي يعدد مظاهر الريبة ويجاوب أسئلة الشك المؤلمة متشبثا بالأمل العنيد المفتَرِّ - في النهاية - عن ثـَغر البشارة الساحرة
أمـر مريب ما أرى يجري بلا أدنى سبب
الشعب في صندوقه قال : الرئيسَ المنتخب
ما ذا يراد بمصر في هذا الخضم المضطرب
ما ذا يراد بشعبها الحر الأبي الملتهــــــــــب
ما ذا يحاول "فـَلُّها" غير التآمر والكـــــذب ؟
لكن فجر حضارة " الأم " العظيمة يقترب
لا لن تعود القهقرى مدَّت لنهضتها سبَبْ
اليوم تبدأ نهضة تزجي البشائر للعرب
ويأتي الله بالفرج ، وتقطع جهيزة قول كل خطيب (مرسي رئيسا لجمهورية مصر) فيصرخ الشاعر في تماهِ مع اللحظة الفارقة وكأن المحبوبة (مصر) بين يديه بل في ضميره الغائر في تلافيف ذاته المستترة ... ثم يحررها من قبضة الخصوص ، قبل أن يمطرها بوابل من التهانئ الملفوفة بالحبور ؛ ويتركها لترفرف على أجنحة البشر تزرع السعادة في قلوب العالمين .
مـــلكت علي مشاعري .....مــصر التي في خـــــاطري
مـــليون تهنئة لها....ولكم أزف بــــشائـــــــــــري
هنا بر الأمان " وشاطئ الإسلام " ، هنا مرفأ الوصول - بعد رحلة العناء -
الذي يممته القافلة منذ عشرات السنين ، وظلت تُغذ إليه السير متشحة بالصبر الجميل على عقبات الطريق وأشواك الدرب ، وأقبية السجن ، وأعواد المشانق ، وحملات التشويه .
ها قد وصلت أخيرا تكلؤها عناية الرحمن ، على متن السفينة التي يلوذ بها أهل مصر من الطوفان . يقول الشاعر الكبير محمد الحافظ ولد أحمدو في رائعته التي رسمت صورة بديعة لرحلة الإخوان المسلمين باتجاه عرش مصر باقتضاب واكتمال مهول ، قبل أن تختم ببرقيات من النصح " الشفيق " !
على شاطئ الإسلام أرسيت يا مرسي
من الله مكلوءًا بفاتحة الكرسي
و عن نصرك الرحمن ما كان غائبا
معيته و اللطف تاج على الرأس
تداعت عليك الكاسرات ضواريا
تصول بحد السيف و الرمح و الفأس
و تهذي بقول الزور و الفحش و الخنى
مشاغبة بالزبن و الركل و الرفس
و نحبس أنفاس الترقب خشية
و من سورة الأحزاب نقرأ في همس
نقول جميعا حسبنا الله إنه
ولي ذوي الإيمان في اليوم و الأمس
بسوطك فاضرب غارب البحر و اتخذ
طريقا لتنجو بالشعوب و بالنفس
ودع مكر فرعون يحيق بحزبه
فيغشاه موج اليم بالهلك و التعس
صبرتم و بيت الله ستين حجة
على الظلم و التنكيل من قادة البؤس
تألب أخلاف الضلال عليكم
و صالوا عليكم بالنكاية و النحس
فما فل من أعضادكم لؤم كيدهم
و طال بكم قبض على الجمر بالخمس
و لم تيأسوا من رحمة الله إنكم
بإيمانكم لم تعرفوا محبط اليأس
فأنجوا من الطوفان مصر بفلككم
لكيلا ينال الخلف من بهجة العرس
و لا تحملوا حقدا على الناس و ابتغوا
بذلك وجه الله في مقعد القدس
ووفقكم للخير و اليمن ربنا
و بارك رب العرش في ذلك العرس
وتفُكُّ مصر أغلالها المزمنة ، وتستعيد مكانتها في قلب الأمة وميدان التأثير بعد أن طوت صفحة قاتمة من تاريخها مع الظلم والطغيان ، لفتتح صفحة وضاءة مشرقة يكون لمقدسات الأمة السليبة " حق صدارتها " . يقول أحمد ولد الوديعة في تهنئته بالمناسبة .
رست مصر في يوم عظيم على مرسي
فعادت كما كانت على العين والرأس
طوت صفحة الطغيان والجبن والأسى
وداست فلول العار والخزي والبؤس
أعادت لنا مصر الكنانة قامة
من المجد عنوان المسرة والأنس
هنيئا لمصر الفوز بالنصر بالمني
وتعسا فلول الذل تعسا على تعس
هنيئا لأحرار الدنا لأولي العلي
لنا موعد للنصر في باحة القدس
وهنا يتماهى ولد الوديعه الشاعر مع ولد الوديعه السياسي الإسلامي المعارض ليختطف اللحظة بحنكة السياسي ، ونباهة الإعلامي الحصيف، فيعلن من منبر الشعر قرب زوال نظام الجنرال عزيز ، وأغلبيته ، ومبشرا بقرب التمكين للإسلاميين في موريتانيا ، من خلال إسقاط تعبيري رفيع !
هنيئا لنا ..مرحى لنا ..فلنا هنا :
فلول وطنطاوِ وأيضا لنا مرسي !
رست سفينة مصر ، والثورة ، والدعوة على شاطئ النجاة ، فزال الخطر وباتت سفائن النهضة والتعمير جاهزة لتمخر عباب البناء والتشييد . والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .
المختار ولد نافع :
الآن ترسو بمرسى اليمن دعوتنا ...بفوز ربانها الخريت مرسيها
الآن تمخر سفن النصر شاطئها ...فالحمد لله مجريها ومرسيها
الانتخابات المصرية في مرآة الشعر الموريتاني
هناك على ضفة الأطلسيِّ حيث تفصل آلاف الكيلومترات بلاد شنقيط عن قاهرة المعز ، عاش الموريتانيون (الشناقطة) حمى الانتخابات المصرية لحظة بلحظة ، يقاسمون أهل القاهرة ، والاسكندرية ، والبحيرة ، والقليوبية ، والفيوم ، ومطروح ، وبني سويف (وغيرها من محافظات مصر وقراها ) همومهم ، ويصطلون بأوار صبرهم الجميل ، وهم يحبسون الأنفاس في ارتقاب تجاوز العاصفة المسكونة بالخطر .
لا تكاد تلمس فرقا في الأحاسيس والمشاعر والاهتمامات بين ما تراه هنا في موريتانيا وبين ما تتابعه من وراء الشاشة عن أهل مصر ، فالهم هو الهم والتفاصيل هي التفاصيل .
سِفرٌ من المقالات والتدوينات ، والقصائد والمقطوعات الشعرية ؛ عبر من خلاله أهل ذالك الصُّقع القصي من بلاد العرب والمسلمين عن الشعور بالوحدة العضوية بين أقطار الأمة ، آمالا ، وآلاما ، واشتراكا في مصير الحاضر وتطلعات المستقبل .
واستجلاء لأبعاد هذا الانصهار الوجداني ، وغوصا في أعماق التعبير عنه
ندعوكم إلى رحلة في مضمار الشعر الموريتاني الذي خلد تلك اللحظات الفارقة في تاريخ مصر والأمة الإسلامية المعاصر ؛ ولا شيء أقدر على الإفصاح عن أحاسيس أهل موريتانيا( بلاد المليون شاعر ) أكثر من الشعر .
وإن لم تبدأ مواكبة الشعر الموريتاني للهم المصري من الانتخابات غير أننا سنبدأ من هنا فقط !
نحن الآن على مشارف الانتخابات المصرية ؛ بعد ما بات كل شيء مهيئا لخوض منافسات مفصلية حاسمة بين المتسابقين إلى مقعد أول رئيس لمصر بعد ثورة 25 يناير ، وما يزال الشعر الموريتاني يخوض الحملة من بعيد لصالح مرشح الثورة الذي يمثل في نظره الأمل الباسم لعزة الدين ورفعة الأمة
يقول الدكتور محمد الحافظ ولد اكاه
تدور رحى التصويت في مصر كي ترســــي
وتضرب بالجران قصدا ـ علي مرســـي
ويخـزى الالــي قد شــاغبـــوا وتكبــــــــروا
ويجلــس "مرســي"بالتمام علي الكرســي
وتعلـــو سهــام الحـــق نـافـــذة فـــــــــــــلا
يــرد شبـــاهـــا من مجـــن ولا تـــــــرس
وتبتهـــج الدنيـــــا ســـرورا وتحتـــــــــفي
بليلة زهـــــو دونهــــا ليلة العــــــــرس
وجاءت الانتخابات وبدأ التصويت في الشوط الأول فتابعه الموريتانيون باهتمام نادر ، وعايشوه هما مسهدا يحرس العيون من إلمام الكرى ، وإن أضناها السهر وبرَّح بها الإرهاق .
يقول إبراهيم ولد البار في طلعة طريفة من الشعر الحساني يبلغ الاندماج مع الانتخابات المصرية ومرشح الإخوان – فيها - مستوى أقرب إلى " الحلول " ! فيصبح " مرسي "الإخوان "تواصل" ، " النهضة " شيئا واحد ، أو شبه واحد ، ومجالا للهيام المستعصي على التعبير المألوف والمستحق للتضحية بالعذال والانتصاب في مرمى قوافي الخصوم (اطلعهم )
نَتْكَلَّبْ فَفْراشِ نعسانْ ،،، ما كَيلْتْ اليُومْ وتَعبَان
ومْكَمَطْ ذي الليْلة صَهْران،،، يَغيرْ آنَ شمْصَهَّرْنِ
نَتْخَمَمْ مَنْدَرْتِ يكانْ ،،، "مُرْسي" لاهِ ينجحْ ونِّ
بعد أبمسري ونِّ ابلخوان،، ونِّ ابتواصل كَنْكَنِّ
بالنهضة وللِّ ذَفكع،،،، يَنْطحْ لعَادْ امْسَولْنْ
رَاصُ بَكْرَبْ حيطْ وطَلْعُ ،،،، يَبْدَعْهم لَعَادْ امْغَنِّ
ورغم التقدم المحرز وغير المفاجئ لمرشح الثورة ؛ فإن ما صاحبها من إجراءات متحيزة ، وحملات إعلامية موجهة ضد هذا المرشح وتياره الأصيل ألقى بثقله الخانق على صدور الموريتانيين ، حتى إذا اندفعت جماهير الشعب المصري إلى الجولة الثانية من الانتخابات كان الشعراء أول من أحس بالفوز الباهر الذي قرر الشعب المصري أن ينتزعه لثورته الصاعدة .
هذا ما ترجمه الشاعر الشيخ أحمد ولد البان وهو يتابع الجموع المتدفقة على الصناديق من مغتربه البعيد ب(جنوب إفريقيا )
مصر الكنانة وجهها المتألق,,,,,جذلان يصدح بالنشيد ويعبق
مــصر الكنانة..لن تعود سبية....للمارقين..ونيلها المتدفق
أهرام جيزتها الجميلة رددت....في ضحوة النصر الذي يتحقق
هذي أنا مصر الكرام..وذي أنا مصر التمرد...لا عميل أخرق
مت يا زمان القابعين بذلهم,,,,فاليوم يوم النصر...يوم مشرق
وكانت القرارات المباغتة التي اكتنفت الشوط الثاني من الانتخابات بمثابة انقلاب مكشوف يتوج مرحلة كاملة من الدعايات الإقصائية الصارخة ، ولكن ذالك كله لم يفت في عضد الأمة المصرية التي قررت أن تواصل ثورتها المباركة . هذا ما عبر عنه الشاعر سيدي محمود ولد الصغير لحظة الإعلان الأولي لفوز مرشح الثورة :
برغم جحيم المكر في اليوم والأمس .....ورغم اصطناع الخوف والشك واليأس
وبعد انقلاب الجيش يعبث بالحمى .......يقول لأرض النيل : ويحك من مرسي
فقد قررت مصر وصال مسيرها .......وحن إلى مرسي سفينتها الكرسي
غير أن التأخر المريب في إعلان نتائج الانتخابات الملفوف بالصمت المثير من الجهات الرسمية بمصر ، قذف الشكوك ، وجلَّى أشباح المخاوف التي تتربص بالشعب المصري وثورته والأمة الإسلامية ، وبلغ القلق ذروته بإعلان مرشح الفلول عن فوزه هو الآخر وسط إجراءات تتوالى في الميدان المصري منبئة عن أمر يراد ، ومع ذالك كله لم يُهزم الأمل ولم تقهر القناعة بقوة مصر ونضج ثورتها وتمنعها على الترويض ، يخاطب سيدي محمود مرشح الفلول بعد ذالك الإعلان فيقول له :
من ذا يصدق ما تقول
يا أيها " الفََلُّ " الهزيل
مصرٌ تعود إلى الورا
يغتال ثورتَها الأفول
يغدو التحرُّر ماضيا
والشعب يرقص للفُلول ؟؟؟!
ثم يخلص إلى تنزيه مصر عن الانحدار إلى تلك المستويات الخانعة بعد أن أخذت طريقها صعدا إلى استعادة المجد وصناعة الحضارة ، فلا خوف على حلم تحرسه الملايين الناضجة من الثائرين ، وهي ماضية في حمايته بالأجساد والدماء
حاشاكِ يا أمَّ الدُّنا
أرضَ الشهامة والأصول
أن تقبلي سَوْق النعاج إلى المذلة والخمول
تلك الملايين التي
هتفت وتعرف ما تقول
ما عاد يقبل مثلُها
غير التحرُّرِ والوصول
غير المضي إلى البناء إلى الحضارة ؛ بالعقول
بالعارفين طريقهم
بالسائرين إلى الأمام
رغم المخاطر والمخاوف والتدافع والـــــــــــصــدام
بالذائدين عن الحمى
من همُّهم تلك الجموعْ
ويطول الانتظار وتتمطى الساعات الطوال ؛ تحرق أعصاب المنتظرين في مصر وميدان التحرير ، وتستحيل نفوس الموريتانيين إلى "ميادين تحرير" طافحة بالغضب في انتظار الإعلان النهائي عن موت أمل الفلول في استعادة عرش مصر ..فيقول :
إنــي وربك أرتقِب والنفس يملؤها العتب
مصرٌ تمور بداخلي والقلب " ميدان الغضبْ"
ويمضي يعدد مظاهر الريبة ويجاوب أسئلة الشك المؤلمة متشبثا بالأمل العنيد المفتَرِّ - في النهاية - عن ثـَغر البشارة الساحرة
أمـر مريب ما أرى يجري بلا أدنى سبب
الشعب في صندوقه قال : الرئيسَ المنتخب
ما ذا يراد بمصر في هذا الخضم المضطرب
ما ذا يراد بشعبها الحر الأبي الملتهــــــــــب
ما ذا يحاول "فـَلُّها" غير التآمر والكـــــذب ؟
لكن فجر حضارة " الأم " العظيمة يقترب
لا لن تعود القهقرى مدَّت لنهضتها سبَبْ
اليوم تبدأ نهضة تزجي البشائر للعرب
ويأتي الله بالفرج ، وتقطع جهيزة قول كل خطيب (مرسي رئيسا لجمهورية مصر) فيصرخ الشاعر في تماهِ مع اللحظة الفارقة وكأن المحبوبة (مصر) بين يديه بل في ضميره الغائر في تلافيف ذاته المستترة ... ثم يحررها من قبضة الخصوص ، قبل أن يمطرها بوابل من التهانئ الملفوفة بالحبور ؛ ويتركها لترفرف على أجنحة البشر تزرع السعادة في قلوب العالمين .
مـــلكت علي مشاعري .....مــصر التي في خـــــاطري
مـــليون تهنئة لها....ولكم أزف بــــشائـــــــــــري
هنا بر الأمان " وشاطئ الإسلام " ، هنا مرفأ الوصول - بعد رحلة العناء -
الذي يممته القافلة منذ عشرات السنين ، وظلت تُغذ إليه السير متشحة بالصبر الجميل على عقبات الطريق وأشواك الدرب ، وأقبية السجن ، وأعواد المشانق ، وحملات التشويه .
ها قد وصلت أخيرا تكلؤها عناية الرحمن ، على متن السفينة التي يلوذ بها أهل مصر من الطوفان . يقول الشاعر الكبير محمد الحافظ ولد أحمدو في رائعته التي رسمت صورة بديعة لرحلة الإخوان المسلمين باتجاه عرش مصر باقتضاب واكتمال مهول ، قبل أن تختم ببرقيات من النصح " الشفيق " !
على شاطئ الإسلام أرسيت يا مرسي
من الله مكلوءًا بفاتحة الكرسي
و عن نصرك الرحمن ما كان غائبا
معيته و اللطف تاج على الرأس
تداعت عليك الكاسرات ضواريا
تصول بحد السيف و الرمح و الفأس
و تهذي بقول الزور و الفحش و الخنى
مشاغبة بالزبن و الركل و الرفس
و نحبس أنفاس الترقب خشية
و من سورة الأحزاب نقرأ في همس
نقول جميعا حسبنا الله إنه
ولي ذوي الإيمان في اليوم و الأمس
بسوطك فاضرب غارب البحر و اتخذ
طريقا لتنجو بالشعوب و بالنفس
ودع مكر فرعون يحيق بحزبه
فيغشاه موج اليم بالهلك و التعس
صبرتم و بيت الله ستين حجة
على الظلم و التنكيل من قادة البؤس
تألب أخلاف الضلال عليكم
و صالوا عليكم بالنكاية و النحس
فما فل من أعضادكم لؤم كيدهم
و طال بكم قبض على الجمر بالخمس
و لم تيأسوا من رحمة الله إنكم
بإيمانكم لم تعرفوا محبط اليأس
فأنجوا من الطوفان مصر بفلككم
لكيلا ينال الخلف من بهجة العرس
و لا تحملوا حقدا على الناس و ابتغوا
بذلك وجه الله في مقعد القدس
ووفقكم للخير و اليمن ربنا
و بارك رب العرش في ذلك العرس
وتفُكُّ مصر أغلالها المزمنة ، وتستعيد مكانتها في قلب الأمة وميدان التأثير بعد أن طوت صفحة قاتمة من تاريخها مع الظلم والطغيان ، لفتتح صفحة وضاءة مشرقة يكون لمقدسات الأمة السليبة " حق صدارتها " . يقول أحمد ولد الوديعة في تهنئته بالمناسبة .
رست مصر في يوم عظيم على مرسي
فعادت كما كانت على العين والرأس
طوت صفحة الطغيان والجبن والأسى
وداست فلول العار والخزي والبؤس
أعادت لنا مصر الكنانة قامة
من المجد عنوان المسرة والأنس
هنيئا لمصر الفوز بالنصر بالمني
وتعسا فلول الذل تعسا على تعس
هنيئا لأحرار الدنا لأولي العلي
لنا موعد للنصر في باحة القدس
وهنا يتماهى ولد الوديعه الشاعر مع ولد الوديعه السياسي الإسلامي المعارض ليختطف اللحظة بحنكة السياسي ، ونباهة الإعلامي الحصيف، فيعلن من منبر الشعر قرب زوال نظام الجنرال عزيز ، وأغلبيته ، ومبشرا بقرب التمكين للإسلاميين في موريتانيا ، من خلال إسقاط تعبيري رفيع !
هنيئا لنا ..مرحى لنا ..فلنا هنا :
فلول وطنطاوِ وأيضا لنا مرسي !
رست سفينة مصر ، والثورة ، والدعوة على شاطئ النجاة ، فزال الخطر وباتت سفائن النهضة والتعمير جاهزة لتمخر عباب البناء والتشييد . والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .
المختار ولد نافع :
الآن ترسو بمرسى اليمن دعوتنا ...بفوز ربانها الخريت مرسيها
الآن تمخر سفن النصر شاطئها ...فالحمد لله مجريها ومرسيها
لا تكاد تلمس فرقا في الأحاسيس والمشاعر والاهتمامات بين ما تراه هنا في موريتانيا وبين ما تتابعه من وراء الشاشة عن أهل مصر ، فالهم هو الهم والتفاصيل هي التفاصيل .
سِفرٌ من المقالات والتدوينات ، والقصائد والمقطوعات الشعرية ؛ عبر من خلاله أهل ذالك الصُّقع القصي من بلاد العرب والمسلمين عن الشعور بالوحدة العضوية بين أقطار الأمة ، آمالا ، وآلاما ، واشتراكا في مصير الحاضر وتطلعات المستقبل .
واستجلاء لأبعاد هذا الانصهار الوجداني ، وغوصا في أعماق التعبير عنه
ندعوكم إلى رحلة في مضمار الشعر الموريتاني الذي خلد تلك اللحظات الفارقة في تاريخ مصر والأمة الإسلامية المعاصر ؛ ولا شيء أقدر على الإفصاح عن أحاسيس أهل موريتانيا( بلاد المليون شاعر ) أكثر من الشعر .
وإن لم تبدأ مواكبة الشعر الموريتاني للهم المصري من الانتخابات غير أننا سنبدأ من هنا فقط !
نحن الآن على مشارف الانتخابات المصرية ؛ بعد ما بات كل شيء مهيئا لخوض منافسات مفصلية حاسمة بين المتسابقين إلى مقعد أول رئيس لمصر بعد ثورة 25 يناير ، وما يزال الشعر الموريتاني يخوض الحملة من بعيد لصالح مرشح الثورة الذي يمثل في نظره الأمل الباسم لعزة الدين ورفعة الأمة
يقول الدكتور محمد الحافظ ولد اكاه
تدور رحى التصويت في مصر كي ترســــي
وتضرب بالجران قصدا ـ علي مرســـي
ويخـزى الالــي قد شــاغبـــوا وتكبــــــــروا
ويجلــس "مرســي"بالتمام علي الكرســي
وتعلـــو سهــام الحـــق نـافـــذة فـــــــــــــلا
يــرد شبـــاهـــا من مجـــن ولا تـــــــرس
وتبتهـــج الدنيـــــا ســـرورا وتحتـــــــــفي
بليلة زهـــــو دونهــــا ليلة العــــــــرس
وجاءت الانتخابات وبدأ التصويت في الشوط الأول فتابعه الموريتانيون باهتمام نادر ، وعايشوه هما مسهدا يحرس العيون من إلمام الكرى ، وإن أضناها السهر وبرَّح بها الإرهاق .
يقول إبراهيم ولد البار في طلعة طريفة من الشعر الحساني يبلغ الاندماج مع الانتخابات المصرية ومرشح الإخوان – فيها - مستوى أقرب إلى " الحلول " ! فيصبح " مرسي "الإخوان "تواصل" ، " النهضة " شيئا واحد ، أو شبه واحد ، ومجالا للهيام المستعصي على التعبير المألوف والمستحق للتضحية بالعذال والانتصاب في مرمى قوافي الخصوم (اطلعهم )
نَتْكَلَّبْ فَفْراشِ نعسانْ ،،، ما كَيلْتْ اليُومْ وتَعبَان
ومْكَمَطْ ذي الليْلة صَهْران،،، يَغيرْ آنَ شمْصَهَّرْنِ
نَتْخَمَمْ مَنْدَرْتِ يكانْ ،،، "مُرْسي" لاهِ ينجحْ ونِّ
بعد أبمسري ونِّ ابلخوان،، ونِّ ابتواصل كَنْكَنِّ
بالنهضة وللِّ ذَفكع،،،، يَنْطحْ لعَادْ امْسَولْنْ
رَاصُ بَكْرَبْ حيطْ وطَلْعُ ،،،، يَبْدَعْهم لَعَادْ امْغَنِّ
ورغم التقدم المحرز وغير المفاجئ لمرشح الثورة ؛ فإن ما صاحبها من إجراءات متحيزة ، وحملات إعلامية موجهة ضد هذا المرشح وتياره الأصيل ألقى بثقله الخانق على صدور الموريتانيين ، حتى إذا اندفعت جماهير الشعب المصري إلى الجولة الثانية من الانتخابات كان الشعراء أول من أحس بالفوز الباهر الذي قرر الشعب المصري أن ينتزعه لثورته الصاعدة .
هذا ما ترجمه الشاعر الشيخ أحمد ولد البان وهو يتابع الجموع المتدفقة على الصناديق من مغتربه البعيد ب(جنوب إفريقيا )
مصر الكنانة وجهها المتألق,,,,,جذلان يصدح بالنشيد ويعبق
مــصر الكنانة..لن تعود سبية....للمارقين..ونيلها المتدفق
أهرام جيزتها الجميلة رددت....في ضحوة النصر الذي يتحقق
هذي أنا مصر الكرام..وذي أنا مصر التمرد...لا عميل أخرق
مت يا زمان القابعين بذلهم,,,,فاليوم يوم النصر...يوم مشرق
وكانت القرارات المباغتة التي اكتنفت الشوط الثاني من الانتخابات بمثابة انقلاب مكشوف يتوج مرحلة كاملة من الدعايات الإقصائية الصارخة ، ولكن ذالك كله لم يفت في عضد الأمة المصرية التي قررت أن تواصل ثورتها المباركة . هذا ما عبر عنه الشاعر سيدي محمود ولد الصغير لحظة الإعلان الأولي لفوز مرشح الثورة :
برغم جحيم المكر في اليوم والأمس .....ورغم اصطناع الخوف والشك واليأس
وبعد انقلاب الجيش يعبث بالحمى .......يقول لأرض النيل : ويحك من مرسي
فقد قررت مصر وصال مسيرها .......وحن إلى مرسي سفينتها الكرسي
غير أن التأخر المريب في إعلان نتائج الانتخابات الملفوف بالصمت المثير من الجهات الرسمية بمصر ، قذف الشكوك ، وجلَّى أشباح المخاوف التي تتربص بالشعب المصري وثورته والأمة الإسلامية ، وبلغ القلق ذروته بإعلان مرشح الفلول عن فوزه هو الآخر وسط إجراءات تتوالى في الميدان المصري منبئة عن أمر يراد ، ومع ذالك كله لم يُهزم الأمل ولم تقهر القناعة بقوة مصر ونضج ثورتها وتمنعها على الترويض ، يخاطب سيدي محمود مرشح الفلول بعد ذالك الإعلان فيقول له :
من ذا يصدق ما تقول
يا أيها " الفََلُّ " الهزيل
مصرٌ تعود إلى الورا
يغتال ثورتَها الأفول
يغدو التحرُّر ماضيا
والشعب يرقص للفُلول ؟؟؟!
ثم يخلص إلى تنزيه مصر عن الانحدار إلى تلك المستويات الخانعة بعد أن أخذت طريقها صعدا إلى استعادة المجد وصناعة الحضارة ، فلا خوف على حلم تحرسه الملايين الناضجة من الثائرين ، وهي ماضية في حمايته بالأجساد والدماء
حاشاكِ يا أمَّ الدُّنا
أرضَ الشهامة والأصول
أن تقبلي سَوْق النعاج إلى المذلة والخمول
تلك الملايين التي
هتفت وتعرف ما تقول
ما عاد يقبل مثلُها
غير التحرُّرِ والوصول
غير المضي إلى البناء إلى الحضارة ؛ بالعقول
بالعارفين طريقهم
بالسائرين إلى الأمام
رغم المخاطر والمخاوف والتدافع والـــــــــــصــدام
بالذائدين عن الحمى
من همُّهم تلك الجموعْ
ويطول الانتظار وتتمطى الساعات الطوال ؛ تحرق أعصاب المنتظرين في مصر وميدان التحرير ، وتستحيل نفوس الموريتانيين إلى "ميادين تحرير" طافحة بالغضب في انتظار الإعلان النهائي عن موت أمل الفلول في استعادة عرش مصر ..فيقول :
إنــي وربك أرتقِب والنفس يملؤها العتب
مصرٌ تمور بداخلي والقلب " ميدان الغضبْ"
ويمضي يعدد مظاهر الريبة ويجاوب أسئلة الشك المؤلمة متشبثا بالأمل العنيد المفتَرِّ - في النهاية - عن ثـَغر البشارة الساحرة
أمـر مريب ما أرى يجري بلا أدنى سبب
الشعب في صندوقه قال : الرئيسَ المنتخب
ما ذا يراد بمصر في هذا الخضم المضطرب
ما ذا يراد بشعبها الحر الأبي الملتهــــــــــب
ما ذا يحاول "فـَلُّها" غير التآمر والكـــــذب ؟
لكن فجر حضارة " الأم " العظيمة يقترب
لا لن تعود القهقرى مدَّت لنهضتها سبَبْ
اليوم تبدأ نهضة تزجي البشائر للعرب
ويأتي الله بالفرج ، وتقطع جهيزة قول كل خطيب (مرسي رئيسا لجمهورية مصر) فيصرخ الشاعر في تماهِ مع اللحظة الفارقة وكأن المحبوبة (مصر) بين يديه بل في ضميره الغائر في تلافيف ذاته المستترة ... ثم يحررها من قبضة الخصوص ، قبل أن يمطرها بوابل من التهانئ الملفوفة بالحبور ؛ ويتركها لترفرف على أجنحة البشر تزرع السعادة في قلوب العالمين .
مـــلكت علي مشاعري .....مــصر التي في خـــــاطري
مـــليون تهنئة لها....ولكم أزف بــــشائـــــــــــري
هنا بر الأمان " وشاطئ الإسلام " ، هنا مرفأ الوصول - بعد رحلة العناء -
الذي يممته القافلة منذ عشرات السنين ، وظلت تُغذ إليه السير متشحة بالصبر الجميل على عقبات الطريق وأشواك الدرب ، وأقبية السجن ، وأعواد المشانق ، وحملات التشويه .
ها قد وصلت أخيرا تكلؤها عناية الرحمن ، على متن السفينة التي يلوذ بها أهل مصر من الطوفان . يقول الشاعر الكبير محمد الحافظ ولد أحمدو في رائعته التي رسمت صورة بديعة لرحلة الإخوان المسلمين باتجاه عرش مصر باقتضاب واكتمال مهول ، قبل أن تختم ببرقيات من النصح " الشفيق " !
على شاطئ الإسلام أرسيت يا مرسي
من الله مكلوءًا بفاتحة الكرسي
و عن نصرك الرحمن ما كان غائبا
معيته و اللطف تاج على الرأس
تداعت عليك الكاسرات ضواريا
تصول بحد السيف و الرمح و الفأس
و تهذي بقول الزور و الفحش و الخنى
مشاغبة بالزبن و الركل و الرفس
و نحبس أنفاس الترقب خشية
و من سورة الأحزاب نقرأ في همس
نقول جميعا حسبنا الله إنه
ولي ذوي الإيمان في اليوم و الأمس
بسوطك فاضرب غارب البحر و اتخذ
طريقا لتنجو بالشعوب و بالنفس
ودع مكر فرعون يحيق بحزبه
فيغشاه موج اليم بالهلك و التعس
صبرتم و بيت الله ستين حجة
على الظلم و التنكيل من قادة البؤس
تألب أخلاف الضلال عليكم
و صالوا عليكم بالنكاية و النحس
فما فل من أعضادكم لؤم كيدهم
و طال بكم قبض على الجمر بالخمس
و لم تيأسوا من رحمة الله إنكم
بإيمانكم لم تعرفوا محبط اليأس
فأنجوا من الطوفان مصر بفلككم
لكيلا ينال الخلف من بهجة العرس
و لا تحملوا حقدا على الناس و ابتغوا
بذلك وجه الله في مقعد القدس
ووفقكم للخير و اليمن ربنا
و بارك رب العرش في ذلك العرس
وتفُكُّ مصر أغلالها المزمنة ، وتستعيد مكانتها في قلب الأمة وميدان التأثير بعد أن طوت صفحة قاتمة من تاريخها مع الظلم والطغيان ، لفتتح صفحة وضاءة مشرقة يكون لمقدسات الأمة السليبة " حق صدارتها " . يقول أحمد ولد الوديعة في تهنئته بالمناسبة .
رست مصر في يوم عظيم على مرسي
فعادت كما كانت على العين والرأس
طوت صفحة الطغيان والجبن والأسى
وداست فلول العار والخزي والبؤس
أعادت لنا مصر الكنانة قامة
من المجد عنوان المسرة والأنس
هنيئا لمصر الفوز بالنصر بالمني
وتعسا فلول الذل تعسا على تعس
هنيئا لأحرار الدنا لأولي العلي
لنا موعد للنصر في باحة القدس
وهنا يتماهى ولد الوديعه الشاعر مع ولد الوديعه السياسي الإسلامي المعارض ليختطف اللحظة بحنكة السياسي ، ونباهة الإعلامي الحصيف، فيعلن من منبر الشعر قرب زوال نظام الجنرال عزيز ، وأغلبيته ، ومبشرا بقرب التمكين للإسلاميين في موريتانيا ، من خلال إسقاط تعبيري رفيع !
هنيئا لنا ..مرحى لنا ..فلنا هنا :
فلول وطنطاوِ وأيضا لنا مرسي !
رست سفينة مصر ، والثورة ، والدعوة على شاطئ النجاة ، فزال الخطر وباتت سفائن النهضة والتعمير جاهزة لتمخر عباب البناء والتشييد . والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .
المختار ولد نافع :
الآن ترسو بمرسى اليمن دعوتنا ...بفوز ربانها الخريت مرسيها
الآن تمخر سفن النصر شاطئها ...فالحمد لله مجريها ومرسيها