الأربعاء، يونيو 29، 2011

كيف تصنع صنمك الخاص / الجزيرة توك / وائل عادل

 ثورة الأفكار

البعض يعشق صناعة الأصنام، يحب أن يرى نموذجاً فذاً، فإن لم يجد صنعه من خياله. إن كنت من هواة صناعة الأصنام فالوصفة سهلة جداً، أحضر الشخص وضعه أمامك في مكان عال.. فوق الدولاب مثلاً.. ثم حدد المساحة التي يتحرك فيها بحبل أحمر.. وقم بالآتي:
برر كل خطأ يقوم به قائلاً: "بالتأكيد لم يكن يقصد" وإياك أن تطالبه بإيضاح ما حدث. فكما تعلم.. بالتأكيد بالتأكيد لم يكن يقصد.

طالب الآخرين بتفسير ما يقوله والبحث عن تأويل له إن كانت عباراته غير مفهومة أو يجب أن يتراجع عنها، إياك أن تطالبه هو بالتفسير.. دعه فوق الدولاب ولا تزعجه.. قم أنت بدورك.. استخدم مقولة "لقد فُهم كلامه خطأ" وإياك أن تقول: "كلامه لم يكن واضحاً" فالأفضل أن تغير الجموع طريقة استيعابها لكلامه لا أن يوضح هو كلامه!

بالغ في وصف كل عمل صالح يقوم به، لتظهره كأنه معجزة أو أمر فوق طاقة البشر.
انسب صفة التواضع إلى أعماله العادية.. انظروا... إنه يأكل بين الناس، ويشرب أيضاً.. أما المفاجأة فهو يقضي حاجته في الحمام مثلنا... يالتواضع الآلهة!
إذا حاول بعضهم مساءلته بجدية أو محاسبته فأشر سريعاً إلى الحبل الأحمر.. وقل "ممنوع الاقتراب أو التصوير" طبعاً بعد ذلك سمهم بالقلة المندسة أو المأجورة أو أي شيء من هذا القبيل، لتصبح المساءلة جريمة وقلة أدب..
تمتم دائماً بتعويذة.. كلنا بشر كلنا يخطيء.. لتظهر للناس أنه بشر عادي، لكن إياك أن تنتابك الشجاعة للإشارة إلى خطأ واحد يؤكد بشريته. فكل عمل أو قول لا بد أنه صحيح، والخطأ يتم تأويله ليصبح عين الحكمة، وضرورة اللحظة التاريخية.
بذلك تكون قد صنعت صنماً في ست خطوات، وبإمكانات بسيطة جداً.. إنسان ودولاب وحبل أحمر.. حافظ عليه جيداً...
لكن اعلم أنه له تاريخ صلاحية سينتهي يوماً... نعم .. بالضبط ... الدولاب لن يتحمله كثيراً!! لأنه لن يجامل أو يغض الطرف عن وزنه المتزايد!!
لذلك إن كنت تٌقَدر شخصاً فاحرص ألا يتحول إلى صنم.. لأن مصيره الحتمي هو الكسر..

 ثورة الأفكار :كيف تصنع صنمك الخاص / الجزيرة توك / وائل عادل
المصدر: http://elmaramtoday.blogspot.com/2013/05/blog-post_3.html#ixzz2xbd8KFKt المصدر: www.elmaramtoday.blogspot.com/2013/05/blog-post_3.html#ixzz2xbd8KFKt
 ثورة الأفكار

البعض يعشق صناعة الأصنام، يحب أن يرى نموذجاً فذاً، فإن لم يجد صنعه من خياله. إن كنت من هواة صناعة الأصنام فالوصفة سهلة جداً، أحضر الشخص وضعه أمامك في مكان عال.. فوق الدولاب مثلاً.. ثم حدد المساحة التي يتحرك فيها بحبل أحمر.. وقم بالآتي:
برر كل خطأ يقوم به قائلاً: "بالتأكيد لم يكن يقصد" وإياك أن تطالبه بإيضاح ما حدث. فكما تعلم.. بالتأكيد بالتأكيد لم يكن يقصد.

طالب الآخرين بتفسير ما يقوله والبحث عن تأويل له إن كانت عباراته غير مفهومة أو يجب أن يتراجع عنها، إياك أن تطالبه هو بالتفسير.. دعه فوق الدولاب ولا تزعجه.. قم أنت بدورك.. استخدم مقولة "لقد فُهم كلامه خطأ" وإياك أن تقول: "كلامه لم يكن واضحاً" فالأفضل أن تغير الجموع طريقة استيعابها لكلامه لا أن يوضح هو كلامه!

بالغ في وصف كل عمل صالح يقوم به، لتظهره كأنه معجزة أو أمر فوق طاقة البشر.
انسب صفة التواضع إلى أعماله العادية.. انظروا... إنه يأكل بين الناس، ويشرب أيضاً.. أما المفاجأة فهو يقضي حاجته في الحمام مثلنا... يالتواضع الآلهة!
إذا حاول بعضهم مساءلته بجدية أو محاسبته فأشر سريعاً إلى الحبل الأحمر.. وقل "ممنوع الاقتراب أو التصوير" طبعاً بعد ذلك سمهم بالقلة المندسة أو المأجورة أو أي شيء من هذا القبيل، لتصبح المساءلة جريمة وقلة أدب..
تمتم دائماً بتعويذة.. كلنا بشر كلنا يخطيء.. لتظهر للناس أنه بشر عادي، لكن إياك أن تنتابك الشجاعة للإشارة إلى خطأ واحد يؤكد بشريته. فكل عمل أو قول لا بد أنه صحيح، والخطأ يتم تأويله ليصبح عين الحكمة، وضرورة اللحظة التاريخية.
بذلك تكون قد صنعت صنماً في ست خطوات، وبإمكانات بسيطة جداً.. إنسان ودولاب وحبل أحمر.. حافظ عليه جيداً...
لكن اعلم أنه له تاريخ صلاحية سينتهي يوماً... نعم .. بالضبط ... الدولاب لن يتحمله كثيراً!! لأنه لن يجامل أو يغض الطرف عن وزنه المتزايد!!
لذلك إن كنت تٌقَدر شخصاً فاحرص ألا يتحول إلى صنم.. لأن مصيره الحتمي هو الكسر..

 ثورة الأفكار :كيف تصنع صنمك الخاص / الجزيرة توك / وائل عادل
إقرأ المزيد... Résuméabuiyad

هـذي البـلاد شـقـةٌ مفـروشـةٌ "نزار قــــباني

هـذي البـلاد شـقـةٌ مفـروشـةٌ ، يملكها شخصٌ... يسمى عنتره …

يسـكر طوال الليل عنـد بابهـا ، و يجمع الإيجـار من سكـانهـا ..

و يطلب الزواج من نسـوانهـا ، و يطلق النـار على الأشجـار …

و الأطفـال … و العيـون … و الأثـداء …والضفـائر المعطـره ...

هـذي البـلاد كلهـا مزرعـةٌ شخصيـةٌ لعنـتره …

سـماؤهـا .. هواؤهـا … نسـاؤها … حقولهـا المخضوضره …

كل البنايـات – هنـا – يسـكن فيها عـنتره …

كل الشـبابيك عليـها صـورةٌ لعـنتره …

كل الميـادين هنـا ، تحمـل اسـم عــنتره …

عــنترةٌ يقـيم فـي ثيـابنـا … فـي ربطـة الخـبز …

و فـي زجـاجـة الكولا ، و فـي أحـلامنـا المحتضـره ...

مـدينـةٌ مهـجورةٌ مهجـره …

لم يبق – فيها – فأرةٌ ، أو نملـةٌ ، أو جدولٌ ، أو شـجره …

لاشـيء – فيها – يدهش السـياح إلا الصـورة الرسميـة المقرره ..

للجـنرال عــنتره …

فـي عربـات الخـس ، و البـطيخ …

فــي البـاصـات ، فـي محطـة القطـار ، فـي جمارك المطـار..

فـي طوابـع البريـد ، في ملاعب الفوتبول ، فـي مطاعم البيتزا …

و فـي كل فئـات العمـلة المزوره …

فـي غرفـة الجلوس … فـي الحمـام .. فـي المرحاض ..

فـي ميـلاده السـعيد ، فـي ختـانه المجيـد ..

فـي قصـوره الشـامخـة ، البـاذخـة ، المسـوره …

مـا من جـديدٍ في حيـاة هـذي المـدينـة المسـتعمره …

فحزننـا مكررٌ ، وموتنـا مكررٌ ،ونكهة القهوة في شفاهنـا مكرره …

فمنذ أن ولدنـا ،و نحن محبوسون فـي زجـاجة الثقافة المـدوره …

ومـذ دخلـنا المدرسـه ،و نحن لاندرس إلا سيرةً ذاتيـةً واحـدهً …

تـخبرنـا عـن عضـلات عـنتره …

و مكـرمات عــنتره … و معجزات عــنتره …

ولا نرى في كل دور السينما إلا شريطاً عربياً مضجراً يلعب فيه عنتره …

لا شـيء – في إذاعـة الصـباح – نهتـم به …

فـالخـبر الأولــ – فيهـا – خبرٌ عن عــنتره …

و الخـبر الأخـير – فيهـا – خبرٌ عن عــنتره …

لا شـيء – في البرنامج الثـاني – سـوى :

عـزفٌ – عـلى القـانون – من مؤلفـات عــنتره …

و لـوحـةٌ زيتيـةٌ من خـربشــات عــنتره ...

و بـاقـةٌ من أردئ الشـعر بصـوت عـنتره …

هذي بلادٌ يمنح المثقفون – فيها – صوتهم ،لسـيد المثقفين عنتره …

يجملون قـبحه ، يؤرخون عصره ، و ينشرون فكره …

و يقـرعون الطبـل فـي حـروبـه المظـفره …

لا نجـم – في شـاشـة التلفـاز – إلا عــنتره …

بقـده الميـاس ، أو ضحكـته المعبـره …

يـوماً بزي الدوق و الأمير … يـوماً بزي الكادحٍ الفـقير …

يـوماً عـلى طـائرةٍ سـمتيـةٍ .. يوماً على دبابة روسيـةٍ …

يـوماً عـلى مجـنزره …

يـوماً عـلى أضـلاعنـا المكسـره …

لا أحـدٌ يجـرؤ أن يقـول : " لا " ، للجـنرال عــنتره …

لا أحـدٌ يجرؤ أن يسـأل أهل العلم – في المدينة – عن حكم عنتره …

إن الخيارات هنا ، محدودةٌ ،بين دخول السجن ،أو دخول المقبره ..

لا شـيء فـي مدينة المائة و خمسين مليون تابوت سوى …

تلاوة القرآن ، و السرادق الكبير ، و الجنائز المنتظره …

لا شيء ،إلا رجلٌ يبيع - في حقيبةٍ - تذاكر الدخول للقبر ، يدعى عنتره …

عــنترة العبسـي … لا يتركنـا دقيقةً واحدةً …

فـ مرة ، يـأكل من طعامنـا … و مـرةً يشرب من شـرابنـا …

و مرةً يندس فـي فراشـنا … و مـرةً يزورنـا مسـلحاً …

ليقبض الإيجـار عن بلادنـا المسـتأجره
المصدر: http://elmaramtoday.blogspot.com/2013/05/blog-post_3.html#ixzz2xbd8KFKt المصدر: www.elmaramtoday.blogspot.com/2013/05/blog-post_3.html#ixzz2xbd8KFKt

هـذي البـلاد شـقـةٌ مفـروشـةٌ ، يملكها شخصٌ... يسمى عنتره …

يسـكر طوال الليل عنـد بابهـا ، و يجمع الإيجـار من سكـانهـا ..

و يطلب الزواج من نسـوانهـا ، و يطلق النـار على الأشجـار …

و الأطفـال … و العيـون … و الأثـداء …والضفـائر المعطـره ...

هـذي البـلاد كلهـا مزرعـةٌ شخصيـةٌ لعنـتره …

سـماؤهـا .. هواؤهـا … نسـاؤها … حقولهـا المخضوضره …

كل البنايـات – هنـا – يسـكن فيها عـنتره …

كل الشـبابيك عليـها صـورةٌ لعـنتره …

كل الميـادين هنـا ، تحمـل اسـم عــنتره …

عــنترةٌ يقـيم فـي ثيـابنـا … فـي ربطـة الخـبز …

و فـي زجـاجـة الكولا ، و فـي أحـلامنـا المحتضـره ...

مـدينـةٌ مهـجورةٌ مهجـره …

لم يبق – فيها – فأرةٌ ، أو نملـةٌ ، أو جدولٌ ، أو شـجره …

لاشـيء – فيها – يدهش السـياح إلا الصـورة الرسميـة المقرره ..

للجـنرال عــنتره …

فـي عربـات الخـس ، و البـطيخ …

فــي البـاصـات ، فـي محطـة القطـار ، فـي جمارك المطـار..

فـي طوابـع البريـد ، في ملاعب الفوتبول ، فـي مطاعم البيتزا …

و فـي كل فئـات العمـلة المزوره …

فـي غرفـة الجلوس … فـي الحمـام .. فـي المرحاض ..

فـي ميـلاده السـعيد ، فـي ختـانه المجيـد ..

فـي قصـوره الشـامخـة ، البـاذخـة ، المسـوره …

مـا من جـديدٍ في حيـاة هـذي المـدينـة المسـتعمره …

فحزننـا مكررٌ ، وموتنـا مكررٌ ،ونكهة القهوة في شفاهنـا مكرره …

فمنذ أن ولدنـا ،و نحن محبوسون فـي زجـاجة الثقافة المـدوره …

ومـذ دخلـنا المدرسـه ،و نحن لاندرس إلا سيرةً ذاتيـةً واحـدهً …

تـخبرنـا عـن عضـلات عـنتره …

و مكـرمات عــنتره … و معجزات عــنتره …

ولا نرى في كل دور السينما إلا شريطاً عربياً مضجراً يلعب فيه عنتره …

لا شـيء – في إذاعـة الصـباح – نهتـم به …

فـالخـبر الأولــ – فيهـا – خبرٌ عن عــنتره …

و الخـبر الأخـير – فيهـا – خبرٌ عن عــنتره …

لا شـيء – في البرنامج الثـاني – سـوى :

عـزفٌ – عـلى القـانون – من مؤلفـات عــنتره …

و لـوحـةٌ زيتيـةٌ من خـربشــات عــنتره ...

و بـاقـةٌ من أردئ الشـعر بصـوت عـنتره …

هذي بلادٌ يمنح المثقفون – فيها – صوتهم ،لسـيد المثقفين عنتره …

يجملون قـبحه ، يؤرخون عصره ، و ينشرون فكره …

و يقـرعون الطبـل فـي حـروبـه المظـفره …

لا نجـم – في شـاشـة التلفـاز – إلا عــنتره …

بقـده الميـاس ، أو ضحكـته المعبـره …

يـوماً بزي الدوق و الأمير … يـوماً بزي الكادحٍ الفـقير …

يـوماً عـلى طـائرةٍ سـمتيـةٍ .. يوماً على دبابة روسيـةٍ …

يـوماً عـلى مجـنزره …

يـوماً عـلى أضـلاعنـا المكسـره …

لا أحـدٌ يجـرؤ أن يقـول : " لا " ، للجـنرال عــنتره …

لا أحـدٌ يجرؤ أن يسـأل أهل العلم – في المدينة – عن حكم عنتره …

إن الخيارات هنا ، محدودةٌ ،بين دخول السجن ،أو دخول المقبره ..

لا شـيء فـي مدينة المائة و خمسين مليون تابوت سوى …

تلاوة القرآن ، و السرادق الكبير ، و الجنائز المنتظره …

لا شيء ،إلا رجلٌ يبيع - في حقيبةٍ - تذاكر الدخول للقبر ، يدعى عنتره …

عــنترة العبسـي … لا يتركنـا دقيقةً واحدةً …

فـ مرة ، يـأكل من طعامنـا … و مـرةً يشرب من شـرابنـا …

و مرةً يندس فـي فراشـنا … و مـرةً يزورنـا مسـلحاً …

ليقبض الإيجـار عن بلادنـا المسـتأجره
إقرأ المزيد... Résuméabuiyad