الأحد، يناير 06، 2013

محظرة المرام

محظرة المرام .. عطاء أصيل ومتجدد

عرفت المحظرة كسلوك اجتماعي وحضاري للشعب الموريتاني ومجموعاته التقليدية ، ودأبت واستمرت خلال العصور الماضية علي الإسهام والمشاركة في الإشعاع الثقافي للأمة الموريتانية ، حيث كانت موريتانيا تحتل دورا بارزا ورياديا في المنطقة وفي المناطق البعيدة في الشمال والجنوب وحتى المشرق العربي مهد الرسالات ، وذاع صيت المحظرة لعظمة الجهابذة الموريتانيين ، الذين ساهموا باقتدار في تنوير أمم وشعوب كانت قابعة في مفازات ودهاليز ظلمة جهل مطبقة .

ولقي هذا التألق اعترافا من قبل الجميع ، حيث كانت المحظرة عبارة عن رجل متواضع ، يزخر ذهنه بمتون عديدة ومتنوعة ، فالعقلية الموريتانية والذاكرة الجماعية لبعض المجموعات البشرية سادت وتوسعت حتي أصبح الإنسان فيها جامعة متنقلة للعلوم الشرعية والآداب ، ومكتبة مليئة الرفوف في ذهنه وعقله من غير استكبار واستعلاء ، فمنهاج ذالك الإنسان كان التواضع والسماحة وكرم الضيافة وسعة الصدر رغم شظف عيشه ورتابته .

من هنا كان الإنسان في قرية المرام مولعا بتحصيل العلم وأحكام الشريعة المحمدية وحفظ القرآن الكريم ، لأنه كلام الله المحفوظ ، وكل آية فيه دواء لكل داء ، وتحصينا من كل مكروه . وخلال تلك الفترات عرف الرجل والمرأة في هذه المجموعة الاجتماعية المحافظة ، والحافظة للعهود ، والمحفوظة بإذن الله بسبقهم في هذا الميدان وهذا المجال ، ميدان العلم واكتسابه والعمل به، لقد دأبت هذه المجموعة علي الاهتمام بالمعرفة فشيدوا قلاعا شماء وركائزا مدعمة لعطاء علمي ومعرفي من  رجالاتهم للتذكير كــ : لمرابط ولد محمذن ميلود و"دابدا ه"  و"يب" ومحمدو ومحمد فال أبناء الكوري واليدالي ولد ابراهيم فال .. وغيرهم . ومن نسائهم الفاضلات لا الحصر : توت منت محمذن ميلود وفيت بنت المختار والملقبة منه "مريم" وأمت منت أحمد محمود .

واليوم تعيش قرية المرام نشوة استعادة ذالك الدور وعنفوانه ، ومتابعة ذاك النهج لرعيلها الأول ، بعد ما أصابها بعض الركود ، و الذي أصاب الجيل الجديد ، لكثرة انشغالات أبناء اليوم بالتحصيل المادي وما يتطلبه من اهتمامات دنيوية لذا تنامت فكرة الهجرة خارج القرية ،وخارج طابعها ،وخارج البلاد .

وهاهي قرية المرام الناهضة بشبابها ورجالاتها تواقة لغد مشرق بنية صادقة وبهمم عالية للحضور علي قمم العطاء كما عهدنا فتبارك الله ، وفي جميع المستويات المحلية والوطنية ، لما تكتنزه من مستودع وذخر اجتماعي وحضاري مفعم بالأصالة والحداثة ، حال كهذا : تبدو فيه  قرية المرام العتيدة ، وهي في كامل الاستعداد لتستعيد المكانة المرموقة ، وبنفس جديد يتلاءم مع متطلبات العصر من حيث الفكر والأداء والفعل ، لتنعم الأجيال والأجيال اللاحقة إن شاء الله بما سطروه الأجداد الشرفاء الكرام في سجلاتهم الناصعة ونقله وكتبه عنهم غيرهم من أحرف ذهبية عن ماضيهم التليد اللامع ، وما فعلوه من أعمال الخير البناءة وبتوفيق الله ، تحدوهم في ذالك  الرغبة الجماعية والجمعوية الدائمة في بزوغ وإشراق فجر جديد لمستقبل وضاء ، ليله كنهاره وعلي محجة بيضاء ، حيث درجت وعادت حناجر أبنائهم البررة اليوم تصدح بتلاوة الفرقان صباح مساء ولله الحمد في ربوعهم النيرة المباركة هذه الأيام ، فطوبي للمرام وأهله ، وطوبي للجميع بهذا الترميم لقلاع وحصون شيدت وولدت وترعرعت وشبت وشابت في هذا المنوال منذ قدم الزمان والمكان.
المصدر: http://elmaramtoday.blogspot.com/2013/05/blog-post_3.html#ixzz2xbd8KFKt المصدر: www.elmaramtoday.blogspot.com/2013/05/blog-post_3.html#ixzz2xbd8KFKt

محظرة المرام .. عطاء أصيل ومتجدد

عرفت المحظرة كسلوك اجتماعي وحضاري للشعب الموريتاني ومجموعاته التقليدية ، ودأبت واستمرت خلال العصور الماضية علي الإسهام والمشاركة في الإشعاع الثقافي للأمة الموريتانية ، حيث كانت موريتانيا تحتل دورا بارزا ورياديا في المنطقة وفي المناطق البعيدة في الشمال والجنوب وحتى المشرق العربي مهد الرسالات ، وذاع صيت المحظرة لعظمة الجهابذة الموريتانيين ، الذين ساهموا باقتدار في تنوير أمم وشعوب كانت قابعة في مفازات ودهاليز ظلمة جهل مطبقة .

ولقي هذا التألق اعترافا من قبل الجميع ، حيث كانت المحظرة عبارة عن رجل متواضع ، يزخر ذهنه بمتون عديدة ومتنوعة ، فالعقلية الموريتانية والذاكرة الجماعية لبعض المجموعات البشرية سادت وتوسعت حتي أصبح الإنسان فيها جامعة متنقلة للعلوم الشرعية والآداب ، ومكتبة مليئة الرفوف في ذهنه وعقله من غير استكبار واستعلاء ، فمنهاج ذالك الإنسان كان التواضع والسماحة وكرم الضيافة وسعة الصدر رغم شظف عيشه ورتابته .

من هنا كان الإنسان في قرية المرام مولعا بتحصيل العلم وأحكام الشريعة المحمدية وحفظ القرآن الكريم ، لأنه كلام الله المحفوظ ، وكل آية فيه دواء لكل داء ، وتحصينا من كل مكروه . وخلال تلك الفترات عرف الرجل والمرأة في هذه المجموعة الاجتماعية المحافظة ، والحافظة للعهود ، والمحفوظة بإذن الله بسبقهم في هذا الميدان وهذا المجال ، ميدان العلم واكتسابه والعمل به، لقد دأبت هذه المجموعة علي الاهتمام بالمعرفة فشيدوا قلاعا شماء وركائزا مدعمة لعطاء علمي ومعرفي من  رجالاتهم للتذكير كــ : لمرابط ولد محمذن ميلود و"دابدا ه"  و"يب" ومحمدو ومحمد فال أبناء الكوري واليدالي ولد ابراهيم فال .. وغيرهم . ومن نسائهم الفاضلات لا الحصر : توت منت محمذن ميلود وفيت بنت المختار والملقبة منه "مريم" وأمت منت أحمد محمود .

واليوم تعيش قرية المرام نشوة استعادة ذالك الدور وعنفوانه ، ومتابعة ذاك النهج لرعيلها الأول ، بعد ما أصابها بعض الركود ، و الذي أصاب الجيل الجديد ، لكثرة انشغالات أبناء اليوم بالتحصيل المادي وما يتطلبه من اهتمامات دنيوية لذا تنامت فكرة الهجرة خارج القرية ،وخارج طابعها ،وخارج البلاد .

وهاهي قرية المرام الناهضة بشبابها ورجالاتها تواقة لغد مشرق بنية صادقة وبهمم عالية للحضور علي قمم العطاء كما عهدنا فتبارك الله ، وفي جميع المستويات المحلية والوطنية ، لما تكتنزه من مستودع وذخر اجتماعي وحضاري مفعم بالأصالة والحداثة ، حال كهذا : تبدو فيه  قرية المرام العتيدة ، وهي في كامل الاستعداد لتستعيد المكانة المرموقة ، وبنفس جديد يتلاءم مع متطلبات العصر من حيث الفكر والأداء والفعل ، لتنعم الأجيال والأجيال اللاحقة إن شاء الله بما سطروه الأجداد الشرفاء الكرام في سجلاتهم الناصعة ونقله وكتبه عنهم غيرهم من أحرف ذهبية عن ماضيهم التليد اللامع ، وما فعلوه من أعمال الخير البناءة وبتوفيق الله ، تحدوهم في ذالك  الرغبة الجماعية والجمعوية الدائمة في بزوغ وإشراق فجر جديد لمستقبل وضاء ، ليله كنهاره وعلي محجة بيضاء ، حيث درجت وعادت حناجر أبنائهم البررة اليوم تصدح بتلاوة الفرقان صباح مساء ولله الحمد في ربوعهم النيرة المباركة هذه الأيام ، فطوبي للمرام وأهله ، وطوبي للجميع بهذا الترميم لقلاع وحصون شيدت وولدت وترعرعت وشبت وشابت في هذا المنوال منذ قدم الزمان والمكان.


ضع تعليقك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق